﴿تَبارَكَ الَّذِي إنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِن ذَلِكَ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ ويَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا﴾ أيْ تَكاثَرَ خَيْرُ الَّذِي إنْ شاءَ وهَبَ لَكَ في الدُّنْيا شَيْئًا خَيْرًا لَكَ مِمّا اقْتَرَحُوهُ وهو أنْ يَجْعَلَ لَكَ مِثْلَ ما وعَدَكَ في الآخِرَةِ مِنَ الجَنّاتِ والقُصُورِ كَذا في الكَشّافِ، وعَنْ مُجاهِدٍ إنْ شاءَ جَعْلَ لَكَ جَنّاتِ الآخِرَةِ وقُصُورًا في الدُّنْيا ولا يَخْفى ما فِيهِ، وقِيلَ: المُرادُ إنْ شاءَ جَعَلَ ذَلِكَ في الآخِرَةِ، ودَخَلَتْ ﴿إنْ﴾ عَلى فِعْلِ المَشِيئَةِ تَنْبِيهًا عَلى أنَّهُ لا يَنالُ ذَلِكَ إلّا بِرَحْمَتِهِ تَعالى وأنَّهُ مُعَلَّقٌ عَلى مَحْضِ مَشِيئَتِهِ سُبْحانَهُ ولَيْسَ لِأحَدٍ مِنَ العِبادِ والعِبادِ عَلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ حَقٌّ لا في الدُّنْيا ولا في الآخِرَةِ، والأوَّلُ أبْلَغُ في تَبْكِيتِ الكُفّارِ والرَّدِّ عَلَيْهِمْ، ولا يَرُدُّ كَما زَعَمَ ابْنُ عَطِيَّةَ قَوْلَهُ تَعالى:
{"ayah":"تَبَارَكَ ٱلَّذِیۤ إِن شَاۤءَ جَعَلَ لَكَ خَیۡرࣰا مِّن ذَ ٰلِكَ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ وَیَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا"}