الباحث القرآني

﴿إنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ﴾ اسْتِئْنافٌ لِبَيانِ كَمالِ حُسْنِ حالِ المُؤْمِنِينَ العابِدِينَ لَهُ تَعالى وأنَّهُ تَعالى يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ بِالنَّعِيمِ الدّائِمِ إثْرَ بَيانِ غايَةِ سُوءِ حالِ الكَفَرَةِ. وجُمْلَةُ ( تَجْرِي ) إلَخْ صِفَةٌ لِجَنّاتٍ فَإنْ أُرِيدَ بِها الأشْجارُ المُتَكاثِفَةُ السّائِرَةُ لِما تَحْتَها فَجَرَيانُ الأنْهارِ مِن تَحْتِها ظاهِرٌ، وإنْ أُرِيدَ بِها الأرْضُ فَلا بُدَّ مِن تَقْدِيرِ مُضافٍ أيْ مِن تَحْتِ أشْجارِها وإنْ جُعِلَتْ عِبارَةً عَنْ مَجْمُوعِ الأرْضِ والأشْجارِ فاعْتِبارِ التَّحْتِيَّةِ بِالنَّظَرِ إلى الجُزْءِ الظّاهِرِ المُصَحِّحِ لِإطْلاقِ اسْمِ الجَنَّةِ عَلى الكُلِّ كَما في إرْشادِ العَقْلِ السَّلِيمِ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ﴾ تَعْلِيلٌ لِما قَبْلَهُ وتَقْرِيرٌ بِطَرِيقِ التَّحْقِيقِ أيْ هو تَعالى يَفْعَلُ البَتَّةَ كُلَّ ما يُرِيدُهُ مِنَ الأفْعالِ المُتْقَنَةِ المَبْنِيَّةِ عَلى الحِكَمِ الرّائِقَةِ الَّتِي مِن جُمْلَتِها إثابَةُ مَن آمَنَ بِهِ وصَدَّقَ بِرَسُولِهِ ﷺ وعِقابُ مَن كَفَرَ بِهِ وكَذَّبَ بِرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب