الباحث القرآني

﴿يا أبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ﴾ فَإنَّ عِبادَتَكَ الأصْنامَ عِبادَةٌ لَهُ إذْ هو الَّذِي يُسَوِّلُها لَكَ ويُغْرِيكَ عَلَيْها. وقَوْلُهُ ﴿إنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا﴾ تَعْلِيلٌ لِمُوجِبِ النَّهْيِ وتَأْكِيدٌ لَهُ بِبَيانِ أنَّهُ مُسْتَعْصٍ عَلى مَن شَمَلَتْكَ رَحْمَتُهُ وعَمَّتْكَ نِعْمَتُهُ، ولا رَيْبَ في أنَّ المُطِيعَ لِلْعاصِي عاصٍ وكُلُّ مَن هو عاصٍ حَقِيقٌ بِأنْ تُسْتَرَدَّ مِنهُ النِّعَمُ ويُنْتَقَمَ مِنهُ، ولِلْإشارَةُ إلى هَذا المَعْنى جِيءَ بِالرَّحْمَنِ. وفِيهِ أيْضًا إشارَةٌ إلى كَمالِ شَناعَةِ عِصْيانِهِ. وفي الِاقْتِصارِ عَلى ذِكْرِ عِصْيانِهِ مِن بَيْنِ سائِرِ جِناياتِهِ لِأنَّهُ مِلاكُها أوْ لِأنَّهُ نَتِيجَةُ مُعاداتِهِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَتَذْكِيرُهُ داعٍ لِأبِيهِ عَنِ الِاحْتِرازِ عَنْ مُوالاتِهِ وطاعَتِهِ، والإظْهارُ في مَوْضِعِ الإضْمارِ لِزِيادَةِ التَّقْرِيرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب