الباحث القرآني

﴿فَأتْبَعَ﴾ بِالقَطْعِ والفاءُ فَصِيحَةٌ والتَّقْدِيرُ فَأرادَ بُلُوغَ المَغْرِبِ فَأتْبَعَ ﴿سَبَبًا﴾ يُوَصِّلُهُ إلَيْهِ، ولَعَلَّ قَصْدَ بُلُوغِ المَغْرِبِ ابْتِداءً لِأنَّهُ أقْرَبُ إلَيْهِ وقِيلَ: لِمُراعاةِ الحَرَكَةِ الشَّمْسِيَّةِ ولَيْسَ ذَلِكَ لِكَوْنِ جِهَةِ المَغْرِبِ أفْضَلَ مِن جِهَةِ المَشْرِقِ كَما زَعَمَهُ بَعْضُ المَغارِبَةِ، فَإنَّهُ كَما قالَ الجَلالُ السُّيُوطِيُّ لا قَطْعَ بِتَفْضِيلِ إحْدى الجِهَتَيْنِ عَلى الأُخْرى لِتَعارُضِ الأدِلَّةِ. وقَرَأ نافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ ( فاتَّبَعَ ) بِهَمْزَةِ الوَصْلِ وتَشْدِيدِ التّاءِ وكَذا فِيما يَأْتِي واسْتَظْهَرَ بَعْضُهم أنَّهُما بِمَعْنًى ويَتَعَدَّيانِ لِمَفْعُولٍ واحِدٍ، وقِيلَ: إنَّ أتْبَعَ بِالقَطْعِ يَتَعَدّى لِاثْنَيْنِ والتَّقْدِيرُ هُنا فَأتْبَعَ سَبَبًا سَبَبًا آخَرَ أوْ فَأتْبَعَ أمْرَهُ سَبَبًا كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وأتْبَعْناهم في هَذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً﴾، وقالَ أبُو عُبَيْدٍ اتَّبَعَ بِالوَصْلِ في السَّيْرِ وأتْبَعَ بِالقَطْعِ مَعْناهُ اللِّحاقُ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَأتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ﴾ وقالَ يُونُسُ: ( أتْبَعَ ) بِالقَطْعِ لِلْمُجِدِّ المُسْرِعِ الحَثِيثِ الطَّلَبِ واتَّبَعَ بِالوَصْلِ إنَّما يَتَضَمَّنُ مُجَرَّدَ الِانْتِقالِ والِاقْتِفاءِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب