الباحث القرآني

﴿سُنَّةَ مَن قَدْ أرْسَلْنا قَبْلَكَ مَن رُسُلِنا﴾ نُصِبَ عَلى المَصْدَرِيَّةِ؛ أيْ: «سَنَنّا» سَنَةَ مَن... إلَخْ. وهي أنْ لا نَدَعَ أُمَّةً تَسْتَفِزُّ رَسُولَها لِتُخْرِجَهُ مِن بَيْنِ ظَهْرانَيْها تَلْبَثُ بَعْدَهُ إلّا قَلِيلًا فالسُّنَّةُ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ، وأُضِيفَتْ لِلرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ لِأنَّها سُنَّتْ لِأجْلِهِمْ، ويَدُلُّ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحانَهُ: ﴿ولا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلا﴾ حَيْثُ أضافَ السُّنَّةَ إلَيْهِ تَعالى، وقالَ الفَرّاءُ: انْتَصَبَ ( سُنَّةَ ) عَلى إسْقاطِ الخافِضِ؛ أيْ: كَسُنَّةِ؛ فَلا يُوقَفُ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ( قَلِيلًا ) فالمُرادُ تَشْبِيهُ حالِهِ ﷺ بِحالِ مَن قَبْلَهُ لا تَشْبِيهَ الفَرْدِ بِفَرْدٍ مِن ذَلِكَ النَّوْعِ، وجَوَّزَ أبُو البَقاءِ أنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ أيِ اتَّبِعْ سُنَّةَ... إلَخْ. كَما قالَ سُبْحانَهُ: ﴿فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهِ﴾ والأنْسَبُ بِما قَبْلُ ما قَبْلُ، وكَأنَّهُ اعْتَبَرَ الأوامِرَ بَعْدُ وهو خِلافُ ما عَلَيْهِ عامَّةُ المُفَسِّرِينَ، والتَّحْوِيلُ التَّغْيِيرُ؛ أيْ: لا تَجِدُ لِما أجْرَيْنا بِهِ العادَةَ تَغْيِيرًا؛ أيْ: لا يُغَيِّرُهُ أحَدٌ. والمُرادُ مِن نَفْيِ الوِجْدانِ هُنا وفِيما أشْبَهَهُ نَفْيُ الوُجُودِ، ودَلِيلُ نَفْيِ وُجُودِ مَن يُغَيِّرُ عادَةَ اللَّهِ تَعالى أظْهَرُ مِنَ الشَّمْسِ في رابِعَةِ النَّهارِ، ولِلْإمامِ كَلامٌ في هَذا المَقامِ لا يَخْلُو عَنْ بَحْثٍ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب