الباحث القرآني

﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ ﴿الَّذِينَ هم عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ﴾ أيْ: غافِلُونَ غَيْرُ مُبالِينَ بِها حَتّى تَفُوتَهم بِالكُلِّيَّةِ أوْ يَخْرُجَ وقْتُها أوْ لا يُصْلُّونَها كَما صَلّاها رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّمَ والسَّلَفُ ولَكِنْ يَنْقُرُونَها نَقْرًا ولا يَخْشَعُونَ ويُنْجِدُونَ فِيها ويُتْهِمُونَ وفي كُلِّ وادٍ مِنَ الأفْكارِ الغَيْرِ المُناسِبَةِ لَها يَهِيمُونَ. فَيُسَلِّمُ أحَدُهم مِنها ولا يَدْرِي ما قَرَأ فِيها إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِمّا يَدُلُّ عَلى قِلَّةِ المُبالاةِ بِها. ولِلسَّلَفِ أقْوالٌ كَثِيرَةٌ في المُرادِ بِهَذا السَّهْوِ، ولَعَلَّ كُلَّ ذَلِكَ مِن بابِ التَّمْثِيلِ، فَعَنْ أبِي العالِيَةِ هو الِالتِفاتُ عَنِ اليَمِينِ واليَسارِ، وعَنْ قَتادَةَ عَدَمُ مُبالاةِ المَرْءِ أصَلّى أمْ لَمْ يُصَلِّ، وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وجَماعَةٍ تَأْخِيرُها عَنْ وقْتِها، وفِيهِ حَدِيثٌ أخْرَجَهُ غَيْرُ واحِدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ مَرْفُوعًا وقالَ الحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ: وقْفُهُ أصَحُّ، وعَنْ أبِي العالِيَةِ: هو أنْ لا يَدْرِيَ المَرْءُ عَنْ كَمِ انْصَرَفَ عَنْ شَفْعٍ أوْ عَنْ وتْرٍ. وفَسَّرَ بَعْضُهُمُ السَّهْوَ عَنْها بِتَرْكِها وقالَ: المُرادُ بِالمُصَلِّينَ المُتَّسِمُونَ بِسِمَةِ أهْلِ الصَّلاةِ إنْ أُرِيدَ بِالتَّرْكِ التَّرْكُ رَأْسًا وعَدَمُ الفِعْلِ بِالكُلِّيَّةِ أوِ المُصَلُّونَ في الجُمْلَةِ إنْ أُرِيدَ بِالتَّرْكِ التَّرْكُ أحْيانًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب