الباحث القرآني

والفاءُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ﴾ قِيلَ: لِلسَّبَبِيَّةِ وما بَعْدَها مُسَبَّبٌ عَنِ التَّشْوِيقِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الكَلامُ السّابِقُ. وقِيلَ: واقِعَةٌ في جَوابِ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ عَلى أنَّ ذَلِكَ مُبْتَدَأٌ والمَوْصُولُ خَبَرُهُ. والمَعْنى هَلْ عَرَفْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالجَزاءِ أوْ بِالإسْلامِ إنْ لَمْ تَعْرِفْهُ فَذَلِكَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِذَلِكَ هو الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ؛ أيْ: يَدْفَعُهُ دَفْعًا عَنِيفًا ويَزْجُرُهُ زَجْرًا قَبِيحًا، ووُضِعَ اسْمُ الإشارَةِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ لِلدَّلالَةِ عَلى التَّحْقِيرِ، وقِيلَ: لِلْإشْعارِ بِعِلَّةِ الحُكْمِ أيْضًا وفي الإتْيانِ بِالمَوْصُولِ مِنَ الدَّلالَةِ عَلى تَحَقُّقِ الصِّلَةِ ما لا يَخْفى. وقَرَأ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعالى وجْهَهُ والحَسَنُ وأبُو رَجاءٍ واليَمانِيُّ «يَدَعُ» بِالتَّخْفِيفِ؛ أيْ يَتْرُكُ اليَتِيمَ لا يُحْسِنُ إلَيْهِ ويَجْفُوهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب