الباحث القرآني

قال الله تعالى: ﴿فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ۝﴾ [الانشقاق: ٧]. ذكَر اللهُ علامةَ تكريمِ أهلِ الإيمانِ أنّهم أُعْطُوا كتابَهم بيمينِهم، وفي هذا علامةٌ على شرفِ اليمينِ، واستحبابِ استعمالِها عندَ ما يَكرُمُ ويَشرُفُ، وفي نظيرِ هذه الآيةِ قولُهُ تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ فَمَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتابَهُمْ ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ۝﴾ [الإسراء: ٧١]. وهذا المعنى في الآيةِ ظاهِرٌ في قولِهِ تعالى: ﴿وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسى ۝﴾ [طه: ١٧]، فقد كان يُمسِكُ عصًا بيمينِهِ، وفي قولِهِ تعالى: ﴿وما كُنْتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتابٍ ولا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذًا لارْتابَ المُبْطِلُونَ ۝﴾ [العنكبوت: ٤٨]، فجعَلَ الخَطَّ والكتابةَ باليمينِ، وهذا هو الأقرَبُ إلى الفِطْرةِ، وهو السُّنَّة، لأنّ الكتابةَ شريفةٌ. وأمّا النجاساتُ والقَذارةُ والأَذى، فتُستعمَلُ فيها الشِّمالُ، ويُكرَهُ استعمالُ اليمينِ فيها، لقولِ عائشةَ عن النبيِّ ﷺ: (وكانَتِ اليُسْرى لِخَلائِهِ، وما كانَ مِن أذًى) [[أخرجه أحمد (٦ /٢٦٥)، وأبو داود (٣٣).]]، وفي لفظٍ عن حفصةَ، قالتْ: «كانَ يَجْعَلُ يَمِينَهُ لأَكْلِهِ وشُرْبِهِ، ووُضُوئِهِ وثِيابِهِ، وأَخْذِهِ وعَطائِهِ، وكان يَجْعَلُ شِمالَهُ لِما سِوى ذَلِكَ»[[أخرجه أحمد (٦ /٢٨٧)، وأبو داود (٣٢).]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب