الباحث القرآني

قال الله تعالى: ﴿والتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ ۝﴾ [القيامة: ٢٩]. ذكَر اللهُ حالَ الاحتضارِ والإشرافِ على مغادَرةِ الدُّنيا، والإقبالِ على الآخِرةِ، وقال ابنُ عبّاسٍ: «إنّ معنى ﴿والتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ ۝﴾: آخِرُ يومٍ مِن أيامِ الدُّنيا، وأولُ يومٍ مِن أيامِ الآخِرةِ، فتَلتقِي الشِّدَّةُ بالشِّدَّةِ إلاَّ مَن رحِم اللهُ»[[«تفسير الطبري» (٢٣ /٥١٦)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (١٠ /٣٣٨٨).]]، وبنحوِه قال مجاهِدٌ وقتادةُ[[«تفسير الطبري» (٢٣ /٥١٦).]]. وقد قال الضحّاكُ: «أهلُ الدُّنيا يُجهِّزونَ الجسدَ، وأهلُ الآخِرةِ يُجهِّزونَ الرُّوحَ»[[«تفسير الطبري» (٢٣ /٥١٧).]]. وبهذا قال أكثرُ السلفِ، وقد قال ابنُ زيدٍ: «لا نشُكُّ أنّها ساقُ الآخرةِ، وقرَأَ: ﴿إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَساقُ ۝﴾ [القيامة: ٣٠]، قال: لمّا التفَّتِ الآخِرةُ بالدُّنيا، كان المَساقُ إلى اللهِ»[[«تفسير الطبري» (٢٣ /٥١٨).]]. وحمَلَهُ ابنُ المسيَّبِ والشَّعْبيُّ والحسنُ والسُّدِّيُّ: على التفافِ الساقَيْنِ على الحقيقةِ، وهذا قولٌ لقتادةَ[[«تفسير الطبري» (٢٣ /٥١٩ ـ ٥٢١)، و«تفسير القرطبي» (٢١ /٤٣٥).]]. وكلا المعنيَيْنِ تَحتمِلُهُ بلاغةُ القرآنِ، وفيها على المعنى الثاني مشروعيَّةُ تكفينِ الميِّتِ وتجهيزِه، وذلك مشروعٌ بلا خلافٍ، وهو مِن فروضِ الكفايةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب