الباحث القرآني

قال الله تعالى: ﴿ولا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ ۝﴾ [القلم: ١٠]. ذكَر اللهُ صفةَ بعضِ خصومِ النبيِّ ﷺ بمكةَ، وهو كثرةُ الحَلِفِ لإثباتِ باطلِهم وسترِ حُجَّتِهم الضعيفةِ، وكلَّما كانت الحُجَّةُ قويَّةً، كانتْ ناطقةً بإثباتِ نفسِها، لا تحتاجُ إلى أيْمانٍ مغلَّظةٍ. وكان في العربِ تعظيمٌ للهِ وهم على شِرْكٍ، وكانوا يَمدَحونَ قليلَ الحَلِفِ به، الذي لا يجعلُهُ عُرْضَةً لكلِّ قولٍ، كما قال الشاعرُ: قَلِيلُ الأَلايا حافِظٌ لِيَمِينِهِ وإنْ صَدَرَتْ مِنهُ الأَلِيَّةُ بَرَّتِ[[البيت لكُثَيِّرِ عَزَّة في «ديوانه» (ص٣٢٥).]] وقولُه تعالى: ﴿مَهِينٍ ۝﴾، يعني: ضعيفَ الحُجَّةِ. وفي هذه الآيةِ: كراهةُ وذمُّ اتِّخاذِ اللهِ عُرْضةً عندَ كلِّ قولِ حقٍّ وباطلٍ، بالحَلِفِ والأَيْمانِ، وقد تقدَّم الكلامُ على ذلك عندَ قولِهِ تعالى: ﴿ولا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمانِكُمْ أنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا وتُصْلِحُوا بَيْنَ النّاسِ﴾ [البقرة: ٢٢٤].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب