الباحث القرآني

قال اللهُ تعالى: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ ولا تُبْطِلُوا أعْمالَكُمْ ۝﴾ [محمد: ٣٣]. أمَرَ اللهُ المؤمنينَ بحِفْظِ أعمالِهم الصالحةِ وحَسَناتِهم، وألاَّ يَنقُضُوها بعملٍ سَيِّئٍ، سواءٌ كان كفرًا يُحبِطُ العملَ كلَّه، أو كان كبيرةً تُحبِطُ الحَسَناتِ، فإنّه لا خلافَ عندَ السلفِ: أنّ الحسناتِ تُذهِبُ السيِّئاتِ، وذلك لقولِهِ تعالى: ﴿إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ﴾ [هود: ١١٤]، ولِما تواتَرَ في السُّنَّةِ، وإنّما خلافُ أهلِ السُّنَّةِ في إحباطِ السيِّئاتِ للحسناتِ، والدليلُ يعضُدُ ثبوتَ ذلك، وبه قال الحسنُ، والزُّهْريُّ[[ينظر: «تفسير القرطبي» (١٩ /٢٨٧).]]، وقتادةُ، وقد حمَلَ بعضُ السلفِ قولَه تعالى: ﴿ولا تُبْطِلُوا أعْمالَكُمْ ۝﴾ على هذا النوعِ، كما صحَّ عن قتادةَ أنّه قال في قولِه: ﴿ولا تُبْطِلُوا أعْمالَكُمْ ۝﴾: مَن استطاعَ منكم ألاَّ يُبطِلَ عملًا صالحًا عَمِلَهُ بعملٍ سيِّئٍ، فلْيَفْعَلْ، ولا قوةَ إلاَّ باللهِ، فإنّ الخيرَ يَنسَخُ الشرَّ، وإنّ الشرَّ يَنسَخُ الخيرَ، وإنّ مِلاكَ الأعمالِ خواتيمُها[[«تفسير الطبري» (٢١ /٢٢٦).]]. وقد تقدَّم الكلامُ على أنواعِ إحباطِ العملِ الصالحِ استطرادًا عندَ قولِه تعالى مِن سورةِ الكهفِ: ﴿وكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنهُمْ فِرارًا ولَمُلِئْتَ مِنهُمْ رُعْبًا ۝﴾ [١٨]. وتقدَّم الكلامُ على إحباطِ الرِّدَّةِ للعملِ الصالحِ عندَ قولِه تعالى: ﴿ومَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وهُوَ كافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ وأُولَئِكَ أصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ۝﴾ [البقرة: ٢١٧].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب