الباحث القرآني
قال تعالى: ﴿ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الكِتابِ فِي يَتامى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنَّ والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الوِلْدانِ وأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالقِسْطِ وما تَفْعَلُوا مِن خَيْرٍ فَإنَّ اللَّهَ كانَ بِهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: ١٢٧].
يَسألُ الصحابةُ عن فرائضِ النِّساءِ وحُكْمِ اللهِ في شأنِهنَّ ممّا يختصُّ الحُكْمُ بِهِنَّ، وقد كان الناسُ في الجاهليَّةِ لا يُورِّثونَ الصِّغارَ ولا النِّساءَ، يقولونَ: «أنتُم لا تَغْزُونَ، ولا تُغْنُونَ».
ورُوِيَ هذا المعنى عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ومجاهِدٍ وقتادةَ[[«تفسير الطبري» (٧/٥٣٤ ـ ٥٣٦)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (٤/١٠٧٧).]]، وهذا معنى قولِه تعالى: ﴿لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ﴾، وتقدَّمَ الكلامُ على هذا في أولِ سورةِ النِّساءِ.
وقولُه تعالى: ﴿وما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الكِتابِ فِي يَتامى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ «أُنْزِلَتْ فِي اليَتِيمَةِ، تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ فَتَشْرَكُهُ فِي مالِهِ، فَيَرْغَبُ عَنْها أنْ يَتَزَوَّجَها، ويَكْرَهُ أنْ يُزَوِّجَها غَيْرَهُ فَيَشْرَكَهُ فِي مالِهِ، فَيَعْضُلُها فَلا يَتَزَوَّجُها ولا يُزَوِّجُها غَيْرَهُ»، رواهُ هشامُ بنُ عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن عائشةَ، أخرَجَهُ الشَّيْخانِ[[أخرجه البخاري (٥١٢٨) (٧/١٦)، ومسلم (٣٠١٨) (٤/٢٣١٥).]].
ورُوِيَ عن عليِّ بنِ أبي طَلْحَةَ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، معناهُ، أخرَجَهُ ابنُ أبي حاتمٍ[[«تفسير ابن أبي حاتم» (٤/١٠٧٧).]].
وقال عَبِيدَةُ السَّلْمانيُّ في قولِه: ﴿وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾، أيْ: «تَرغَبونَ فيهِنَّ»[[«تفسير الطبري» (٧/٥٤٣).]].
وحُمِلَ قولُه: ﴿وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ على النَّفْيِ، أيْ: لا تَرغَبونَ أن تَنكِحُوهُنَّ، وذلك لقِلَّةِ جَمالِها أو مالِها، نحوُ قولِهِ: ﴿ذَلِكَ أدْنى أنْ يُعْرَفْنَ﴾ [الأحزاب: ٥٩]، والنَّفْيُ في آيةِ البابِ رواهُ ابنُ شهابٍ، عن عُرْوةَ، عن عائشةَ[[«تفسير الطبري» (٧/٥٤٣)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (٤/١٠٧٧).]]، وبه قال الحسَنُ[[«تفسير الطبري» (٧/٥٤٢).]]، ومال إليه ابنُ جريرٍ[[«تفسير الطبري» (٧/٥٤٤).]].
ومِن ذلك قولُه تعالى: ﴿والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الوِلْدانِ﴾، حيثُ كانوا لا يُورِّثونَ الصِّبْيانَ ولا النِّساءَ في الجاهليَّةِ، فأنزَلَ اللهُ: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء: ١١]، كما رواهُ عليٌّ[[«تفسير الطبري» (٧/٥٤٦)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (٤/١٠٧٨).]] وابنُ جُبَيْرٍ[[أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٢/٣٠٨)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٦/٢٦٣).]] عن ابنِ عبّاسٍ.
الفرقُ بين ميراثِ الذكر والأنثى:
وقد علَّق اللهُ الحُكْمَ بالذكورةِ والأنوثةِ مقدارًا فقَطْ، ولا فرقَ في أصلِ مشروعيَّةِ الإرثِ بين الذَّكَرِ والأُنثى، وإنّما الفَرْقُ في مقدارِه، ولا فرقَ بينَ الصَّغيرِ والكبيرِ في أصلِ الإرثِ ولا في مقدارِه.
وقد تقدَّمَ الكلامُ على ذلك في أوَّلِ سورةِ النساءِ، عندَ قولِ اللهِ تعالى: ﴿وإنْ خِفْتُمْ ألاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتامى﴾ [النساء: ٣].
ثمَّ أمَرَ اللهُ بالعدلِ في اليتامى نفَقةً وتعامُلًا وتزويجًا: ﴿وأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالقِسْطِ﴾.
{"ayah":"وَیَسۡتَفۡتُونَكَ فِی ٱلنِّسَاۤءِۖ قُلِ ٱللَّهُ یُفۡتِیكُمۡ فِیهِنَّ وَمَا یُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ فِی یَتَـٰمَى ٱلنِّسَاۤءِ ٱلَّـٰتِی لَا تُؤۡتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرۡغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ ٱلۡوِلۡدَ ٰنِ وَأَن تَقُومُوا۟ لِلۡیَتَـٰمَىٰ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِۦ عَلِیمࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق