الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوالَ اليَتامى ظُلْمًا إنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نارًا وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ۝﴾ [النساء: ١٠]. وُرُودُ الآيةِ في التحذيرِ مِن أكلِ مالِ اليتامى بعدَ الآيةِ السابقةِ قرينةٌ لقولِ مَن قال: إنّ الآيةَ السابقةَ يُخاطَبُ بها أولياءُ اليتامى أنْ يتَّقُوا اللهَ فيهم كما يُريدونَ أنْ تُعامَلَ أيتامُهم مِن بَعدِهم لو ماتوا عنهم. التشديدُ في أكلِ مالِ اليتيمِ: وفي الآيةِ: شدَّةُ الوعيدِ لآكِلِ مالِ اليتيمِ، وتقدَّمَ أنّ جنسَ أكلِ مالِ اليتيمِ أعظَمُ مِن جنسِ أكلِ مالِ الرِّبا، وقولُه تعالى: ﴿يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نارًا﴾ جزاءٌ مِن جنسِ العملِ، وهذا شبيهٌ بقولِ النبيِّ ﷺ: (مَن شَرِبَ فِي إناءٍ مِن ذَهَبٍ أوْ فِضَّةٍ، فَإنَّما يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نارًا مِن جَهَنَّمَ)، وهو في «الصحيحَيْنِ»، مِن حديثِ أمِّ سلمةَ[[أخرجه البخاري (٥٦٣٤) (٧/١١٣)، ومسلم (٢٠٦٥) (٣/١٦٣٥).]]. ولكنَّ أكلَ مالِ اليتيمِ أعظَمُ، لأنّه ذُكِرَ مع أكلِ النارِ: ﴿وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ۝﴾، وهذه عقوبةٌ زائدةٌ ليستْ في الأكلِ بآنيةِ الذهبِ والفِضَّةِ. والصَّلْيُ هو الشَّيُّ، كما جاء في «الصحيحِ»، أنّ النبيَّ ﷺ أكَلَ مِن شاةٍ مَصْلِيَّةٍ[[أخرجه البخاري (٥٤١٤) (٧/٧٥)، من حديث أبي هريرة.]]، يعني: مشويَّة. وقولُه: ﴿ظُلْمًا﴾ دليلٌ على جوازِ الأكلِ مِن مالِ اليتيمِ بغيرِ ظلمٍ، للفقيرِ المُحتاجِ مِن غيرِ إهلاكٍ وإفسادٍ، كما تقدَّمَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب