الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ ۝وتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ ۝إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ۝﴾ [الشعراء: ٢١٨ ـ ٢٢٠]. جاء ذِكْرُ النبيِّ ﷺ حينَ قيامِهِ وتقلُّبِهِ في الساجدِين، ورؤيةِ اللهِ له في ذلك، فمِن السلفِ مَن حمَل المعنى على تقلُّبِه في صُلْبِ آبائِه، كما رُوِيَ عن ابنِ عبّاسٍ[[«تفسير ابن أبي حاتم» (٩ /٢٨٢٨).]]، وجاء عن مجاهدٍ أنّه حمَلَ معنى قولِه: ﴿وتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ ۝﴾ على رؤيتِهِ لمَن خَلْفَهُ وهو يصلِّي[[«تفسير الطبري» (١٧ /٦٦٧)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (٩ /٢٨٢٩).]]. وحمَلَ عِكْرِمةُ وقتادةُ وعطاءٌ الخُراسانيُّ قولَه: ﴿حِينَ تَقُومُ ۝﴾ على صلاةِ النبيِّ ﷺ منفرِدًا، وقولَه: ﴿وتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ ۝﴾ على صلاتِهِ جماعةً مع المصلِّين[[«تفسير ابن كثير» (٦ /١٧١).]]. وفي هذا: مشروعيَّةُ أن يكونَ للعبدِ صلاةٌ منفرِدًا مع صلاتِه جماعةً مع المُسلِمينَ، يخلُو بانفرادِهِ بها بربِّه يُناجِيهِ، ليتطهَّرَ باطنُهُ مِن آثارِ رؤيةِ الخَلْقِ له وسماعِهم لذِكْرِه، فيكونُ في موضعٍ لا يَسمَعُهُ إلاَّ اللهُ ولا يُبصِرُهُ إلاَّ هو، وهذا إنِ احتاج إليه الأنبياءُ مع عِصْمَتِهم وطهارةِ قلوبِهم، فإنّ حاجةَ غيرِهم آكَدُ وأعظَمُ. وقد تقدَّم الكلامُ على حُكْمِ الصلاةِ جماعةً عندَ قولِه تعالى: ﴿وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ ۝﴾ [البقرة: ٤٣].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب