الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسى ۝قالَ هِيَ عَصايَ أتَوَكَّأُ عَلَيْها وأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي ولِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى ۝﴾ [طه: ١٧ ـ ١٨]. في هذه الآيةِ: استحبابُ استعمالِ اليدِ اليُمْنى في الحاجاتِ، والأَخْذِ والإعطاءِ، والضربِ والهَشِّ، فضلًا عن الأكلِ والشربِ، والسلامِ، والكتابةِ، ومِن ذلك قولُهُ تعالى: ﴿وما كُنْتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتابٍ ولا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذًا لارْتابَ المُبْطِلُونَ ۝﴾ [العنكبوت: ٤٨]. ومِن هذا يُؤتى المؤمِنونَ كُتُبَهُمْ بأَيْمانِهم، ويُؤتى الكفارُ كُتُبَهُمْ بشِمالِهم يومَ القيامةِ، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ فَمَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتابَهُمْ ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ۝﴾ [الإسراء: ٧١]. وأمّا النجاساتُ والقذارةُ والأذى، فتُستعمَلُ فيها الشِّمالُ، ويُكْرَهُ استعمالُ اليمينِ، لقولِ عائشةَ عن النبيِّ ﷺ: «وكانَتِ اليُسْرى لِخَلائِهِ، وما كانَ مِن أذًى» [[أخرجه أحمد (٦ /٢٦٥)، وأبو داود (٣٣).]]، وعن حفصةَ، قالتْ: «وكانَ يَجْعَلُ يَمِينَهُ لأَكْلِهِ وشُرْبِهِ، ووُضُوئِهِ وثِيابِهِ، وأَخْذِهِ وعَطائِهِ، وكان يَجْعَلُ شِمالَهُ لِما سِوى ذَلِكَ»[[أخرجه أحمد (٦ /٢٨٧)، وأبو داود (٣٢).]].

{"ayahs_start":17,"ayahs":["وَمَا تِلۡكَ بِیَمِینِكَ یَـٰمُوسَىٰ","قَالَ هِیَ عَصَایَ أَتَوَكَّؤُا۟ عَلَیۡهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِی وَلِیَ فِیهَا مَـَٔارِبُ أُخۡرَىٰ"],"ayah":"وَمَا تِلۡكَ بِیَمِینِكَ یَـٰمُوسَىٰ"}