الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولا تُخافِتْ بِها وابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ۝﴾ [الإسراء: ١١٠]. سمّى اللهُ قراءةَ القرآنِ صلاةً في هذه الآيةِ، كما سمّى الصلاةَ قرآنًا في قولِهِ تعالى: ﴿وقُرْآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا ۝﴾ [الإسراء: ٧٨]. وهذه الآيةُ نزَلَتْ بمكَّةَ حينَما كان النبيُّ ﷺ يَجهَرُ بالقرآنِ فيَنفِرُ منه كفارُ قريشٍ ويُؤْذُونَهُ، وربَّما خافَتَ حتى لا يَكادَ يَسمعُهُ مَن يَستخفِي مِن المؤمِنينَ، كما في «المسنَدِ» و«الصحيحَيْنِ»، عن ابنِ عبّاسٍ، قال: نزَلَتْ هذه الآيةُ ورسولُ اللهِ ﷺ مُخْتَفٍ بمكَّةَ: ﴿ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولا تُخافِتْ بِها﴾، قال: كان إذا صلّى بأصحابِهِ، رفَعَ صوتَهُ بالقرآنِ، فلمّا سَمِعَ ذلك المشركونَ، سَبُّوا القرآنَ وسَبُّوا مَن أنزَلَهُ ومَن جاءَ به، قال: فقال اللَّهُ تعالى لنبيِّه ﷺ: ﴿ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ﴾، أي: بقراءتِكَ فيَسمَعَ المشرِكونَ فيَسُبُّوا القرآنَ، ﴿ولا تُخافِتْ بِها﴾ عن أصحابِك، فلا تُسْمِعَهم، ﴿وابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ۝﴾ [[أخرجه أحمد (١ /٢٣) والبخاري (٤٧٢٢)، ومسلم (٤٤٦).]]. وهذه الآيةُ تتَّصِلُ بالدعوةِ وتبليغِ الناسِ والأخذِ بالحِكْمةِ في ذلك، ومِن العلماءِ: مَن حمَلَها على مسألةِ الجهرِ بالقراءةِ في الصلاةِ وقراءةِ المأمومِ خلفَ الإمامِ، وقد تقدَّم ذلك عندَ قولِهِ تعالى: ﴿وإذا قُرِىءَ القُرْآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ۝﴾ [الأعراف: ٢٠٤].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب