الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى﴾ فِيهِ لِلْعُلَماءِ أوْجُهٌ، مِنها: إنَّ طَرِيقَ الهُدى دالٌّ ومُوَصِّلٌ عَلَيْنا بِخِلافِ الضَّلالِ. وَمِنها: التِزامُ اللَّهِ لِلْخَلْقِ عَلَيْهِ لَهُمُ الهُدى، وهَذا الوَجْهُ مَحَلُّ إشْكالٍ؛ إذْ إنَّ بَعْضَ الخَلْقِ لَمْ يَهْدِهِمُ اللَّهُ. وَقَدْ بَحَثَ هَذا الأمْرَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعالى عَلَيْنا وعَلَيْهِ - في دَفْعِ إيهامِ الِاضْطِرابِ: مِن أنَّ الجَوابَ عَلَيْهِ مِن حَيْثُ إنَّ الهُدى عامٌّ وخاصٌّ. واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ. ⁕ ⁕ ⁕ * قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): (p-٤٥٣)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ اللَّيْلِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى﴾ . يَدُلُّ عَلى أنَّ اللَّهَ التَزَمَ عَلى نَفْسِهِ الهُدى لِلْخَلْقِ مَعَ أنَّهُ جاءَتْ آياتٌ كَثِيرَةٌ تَدُلُّ عَلى عَدَمِ هُداهُ لِبَعْضِ النّاسِ كَقَوْلِهِ: ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقِينَ﴾ [المائدة: ١٠٨] . وَقَوْلِهِ: ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨] . وَقَوْلِهِ: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا﴾ الآيَةَ [آل عمران: ٨٦]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ. والجَوابُ هو ما تَقَدَّمَ مِن أنَّ الهُدى يُسْتَعْمَلُ في القُرْءانِ خاصًّا وعامًّا، فالمُثْبَتُ العامُّ والمَنفِيُّ الخاصُّ ونَفْيُ الأخَصِّ لا يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الأعَمِّ. وَأمّا عَلى قَوْلِ مَن قالَ: إنَّ مَعْنى الآيَةِ أنَّ الطَّرِيقَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْنا وعَلى طاعَتِنا هو الهُدى لا الضَّلالُ، وقَوْلِ مَن قالَ: إنَّ مَعْنى الآيَةِ أنَّ مَن سَلَكَ طَرِيقَ الهُدى وصَلَ إلى اللَّهِ، فَلا إشْكالَ في الآيَةِ أصْلًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب