الباحث القرآني

* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكم لِما يُحْيِيكُمْ﴾ الآيَةَ. هَذِهِ الآيَةُ تَدُلُّ بِظاهِرِها عَلى أنَّ الِاسْتِجابَةَ لِلرَّسُولِ الَّتِي هي طاعَتُهُ لا تَجِبُ إلّا إذا دَعانا لِما يُحْيِينا، ونَظِيرُها قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلا يَعْصِينَكَ في مَعْرُوفٍ﴾ [الممتحنة: ١٢] . وَقَدْ جاءَ في آياتٍ أُخَرَ ما يَدُلُّ عَلى وُجُوبِ اتِّباعِهِ مُطْلَقًا مِن غَيْرِ قَيْدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكم عَنْهُ فانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]، وقَوْلُهُ ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (p-٢٩٢)الآيَةَ [آل عمران: ٣١] . وقَوْلُهُ: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠] . والظّاهِرُ أنَّ وجْهَ الجَمْعِ، واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ، أنَّ آياتِ الإطْلاقِ مُبَيِّنَةٌ أنَّهُ ﷺ لا يَدْعُونا إلّا لِما يُحْيِينا مِن خَيْرَيِ الدُّنْيا والآخِرَةِ، فالشَّرْطُ المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: ﴿إذا دَعاكُمْ﴾، مُتَوَفِّرٌ في دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ لِمَكانِ عِصْمَتِهِ، كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى﴾ ﴿إنْ هو إلّا وحْيٌ يُوحى﴾ [النجم: ٣ - ٤] . والحاصِلُ أنَّ آيَةَ: ﴿إذا دَعاكم لِما يُحْيِيكُمْ﴾، مُبَيِّنَةٌ أنَّهُ لا طاعَةَ إلّا لِمَن يَدْعُو إلى ما يُرْضِي اللَّهَ، وأنَّ الآياتِ الأُخَرَ بَيَّنَتْ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ لا يَدْعُو أبَدًا إلّا إلى ذَلِكَ صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب