الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَسَقاهم رَبُّهم شَرابًا طَهُورًا﴾ وَهَذا وصْفُ شَرابِ الجَنَّةِ، والشَّرابُ هُنا هو الخَمْرُ، وتَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعالى عَلَيْنا وعَلَيْهِ - بَيانُ هَذا المَفْهُومِ مِن أنَّ شَرابَ خَمْرِ الدُّنْيا لَيْسَ طَهُورًا؛ لِأنَّ أحْوالَ الجَنَّةِ لَها أحْكامُها الخاصَّةُ، ويَشْهَدُ لِهَذا ما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِن فِضَّةٍ﴾ [الإنسان: ١٥]، مَعَ أنَّ أوانِيَ الفِضَّةِ مُحَرَّمَةٌ في الدُّنْيا؛ لِحَدِيثِ: «الَّذِي يَشْرَبُ في آنِيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نارَ جَهَنَّمَ»، ومَعَ ذَلِكَ فَإنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يُنَعَّمُونَ بِها. وَكَذَلِكَ يُنَعَّمُونَ بِخَمْرِ الجَنَّةِ، وكُلُّ أوْصافِها في الجَنَّةِ عَكْسُ أوْصافِها في الدُّنْيا كَما تَقَدَّمَ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْها ولا يُنْزِفُونَ، كَما أوْضَحَهُ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعالى عَلَيْنا وعَلَيْهِ - عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا يُصَدَّعُونَ عَنْها ولا يُنْزِفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] في سُورَةِ ”الواقِعَةِ“ . ⁕ ⁕ ⁕ * قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): (p-٤٢٨)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الإنْسانِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَحُلُّوا أساوِرَ مِن فِضَّةٍ﴾ . لا يُعارِضُهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيها مِن أساوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾ الآيَةَ [الكهف: ٣١] . وَوَجْهُ الجَمْعِ ظاهِرٌ وهو أنَّهُما جَنَّتانِ أوانِيهُما وجَمِيعُ ما فِيهِما مِن فِضَّةٍ، وأُخْرَيانِ أوانِيهُما وجَمِيعُ ما فِيهِما مِن ذَهَبٍ، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب