الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهم بِالغَداةِ والعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ﴾، نَهى اللَّهُ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ نَبِيَّهُ ﷺ عَنْ طَرْدِ ضُعَفاءِ المُسْلِمِينَ وفُقَرائِهِمُ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهم بِالغَداةِ والعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ، وأمَرَهُ في آيَةٍ أُخْرى أنْ يَصْبِرَ نَفْسَهُ مَعَهم، وأنْ لا تَعْدُوَ عَيْناهُ عَنْهم إلى أهْلِ الجاهِ والمَنزِلَةِ في الدُّنْيا، ونَهاهُ عَنْ إطاعَةِ الكَفَرَةِ في ذَلِكَ وهي قَوْلُهُ: (p-٤٧٩)﴿واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهم بِالغَداةِ والعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهم تُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدُّنْيا ولا تُطِعْ مَن أغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا واتَّبَعَ هَواهُ وكانَ أمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: ٢٨]، كَما أمَرَهُ هُنا بِالسَّلامِ عَلَيْهِمْ، وبِشارَتِهِمْ بِرَحْمَةِ رَبِّهِمْ جَلَّ وعَلا في قَوْلِهِ: ﴿وَإذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكم كَتَبَ رَبُّكم عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ الآيَةَ [الأنعام: ٥٤]، وبَيَّنَ في آياتٍ أُخَرَ أنَّ طَرْدَ ضُعَفاءِ المُسْلِمِينَ الَّذِي طَلَبَهُ كُفّارُ العَرَبِ مِن نَبِيِّنا ﷺ فَنَهاهُ اللَّهُ عَنْهُ، طَلَبَهُ أيْضًا قَوْمُ نُوحٍ مِن نُوحٍ، فَأبى • كَقَوْلِهِ تَعالى عَنْهُ: ﴿وَما أنا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الآيَةَ [هود: ٢٩]، • وقَوْلِهِ: ﴿وَيا قَوْمِ مَن يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إنْ طَرَدْتُهُمْ﴾ الآيَةَ [هود: ٣٠]، • وقَوْلِهِ: ﴿وَما أنا بِطارِدِ المُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: ١١٤]، وهَذا مِن تَشابُهِ قُلُوبِ الكُفّارِ المَذْكُورِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ الآيَةَ [البقرة: ١١٨] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب