قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ ﴿وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ .
قَدْ قَدَّمْنا الكَلامَ عَلَيْهِ في أوَّلِ سُورَةِ النَّجْمِ.
⁕ ⁕ ⁕
* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب):
(p-٤٠٨)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الواقِعَةِ
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ .
يَقْتَضِي أنَّهُ لَمْ يُقْسِمْ بِهَذا القَسَمِ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [ ٥٦ ]، يَدُلُّ عَلى خِلافِ ذَلِكَ.
والجَوابُ عَلى وجْهَيْنِ:
الأوَّلُ: أنَّ ”لا“ النّافِيَةَ يَتَعَلَّقُ نَفْيُها بِكَلامِ الكُفّارِ، فَمَعْناها إذًا لَيْسَ الأمْرُ كَما يَزْعُمُهُ الكُفّارُ المُكَذِّبُونَ لِلرَّسُولِ، وعَلَيْهِ فَقَوْلُهُ: ”أُقْسِمُ“ إثْباتٌ مُؤْتَنَفٌ.
الثّانِي: أنَّ لَفْظَةَ ”لا“ صِلَةٌ، وقَدْ وعَدْنا بِبَيانِ ذَلِكَ بِشَواهِدِهِ في الجَمْعِ بَيْنَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ [ ٩٠ ]، مَعَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَهَذا البَلَدِ الأمِينِ﴾ [التين: ٣] .
{"ayah":"۞ فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ ٱلنُّجُومِ"}