الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾ . قَرَأ هَذا الحَرْفَ نافِعٌ وأبُو عَمْرٍو: ”يُخْرَجُ“ بِضَمِّ الياءِ وفَتْحِ الرّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وعَلَيْهِ فاللُّؤْلُؤُ نائِبُ فاعِلِ ”يُخْرَجُ“ وقَرَأهُ باقِي السَّبْعَةِ: يَخْرُجُ بِفَتْحِ الياءِ وضَمِّ الرّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ، وعَلَيْهِ فاللُّؤْلُؤُ فاعِلُ ”يَخْرُجُ“ . اعْلَمْ أنَّ جَماعَةً مِن أهْلِ العِلْمِ قالُوا: إنَّ المُرادَ بِقَوْلِهِ في هَذِهِ الآيَةِ ﴿يَخْرُجُ مِنهُما﴾ أيْ مِن مَجْمُوعِها الصّادِقِ بِالبَحْرِ المِلْحِ، وإنَّ الآيَةَ مِن إطْلاقِ المَجْمُوعِ وإرادَةِ بَعْضِهِ، وإنَّ اللُّؤْلُؤَ والمَرْجانَ لا يَخْرُجانِ مِنَ البَحْرِ المِلْحِ وحْدَهُ دُونَ العَذْبِ. وَهَذا القَوْلُ الَّذِي قالُوهُ في هَذِهِ الآيَةِ مَعَ كَثْرَتِهِمْ وجَلالَتِهِمْ لا شَكَّ في بُطْلانِهِ، لِأنَّ اللَّهَ صَرَّحَ بِنَقِيضِهِ في سُورَةَ فاطِرٍ، ولا شَكَّ أنَّ كُلَّ ما ناقَضَ القُرْآنَ فَهو باطِلٌ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَما يَسْتَوِي البَحْرانِ هَذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وهَذا مِلْحٌ أُجاجٌ ومِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها﴾ [فاطر: ١٢]، فالتَّنْوِينُ في قَوْلِهِ: مِن كُلِّ تَنْوِينُ عِوَضٍ أيْ مِن كُلِّ واحِدٍ مِنَ العَذْبِ والمِلْحِ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها، وهي اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ، وهَذا مِمّا لا نِزاعَ فِيهِ. وَقَدْ أوْضَحْنا هَذا في سُورَةِ الأنْعامِ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿يامَعْشَرَ الجِنِّ والإنْسِ ألَمْ يَأْتِكم رُسُلٌ مِنكُمْ﴾ الآية [الأنعام: ١٣٠]، واللُّؤْلُؤُ الدُّرُّ، والمَرْجانُ الخَرَزُ الأحْمَرُ. وقالَ بَعْضُهم: المَرْجانُ صِغارُ الدُّرِّ واللُّؤْلُؤُ كِبارُهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب