الباحث القرآني
(p-١٧٩)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الجاثِيَةِ
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ في السَّماواتِ والأرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَفِي خَلْقِكم وما يَبُثُّ مِن دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ ﴿واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ وما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْقٍ فَأحْيا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ .
ذَكَرَ - جَلَّ وعَلا - في هَذِهِ الآياتِ الكَرِيمَةِ، مِن أوَّلِ سُورَةِ ”الجاثِيَةِ“ - سِتَّةَ بَراهِينَ مِن بَراهِينِ التَّوْحِيدِ الدّالَّةِ عَلى عَظَمَتِهِ وجَلالِهِ، وكَمالِ قُدْرَتِهِ، وأنَّهُ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبادَةِ وحْدَهُ تَعالى .
الأوَّلُ مِنها: خَلْقُهُ السَّماواتِ والأرْضَ.
الثّانِي: خَلْقُهُ النّاسَ.
الثّالِثُ: خَلْقُهُ الدَّوابَّ.
الرّابِعُ: اخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ.
الخامِسُ: إنْزالُ الماءِ مِنَ السَّماءِ وإحْياءُ الأرْضِ بِهِ.
السّادِسُ: تَصْرِيفُ الرِّياحِ.
وَذَكَرَ أنَّ هَذِهِ الآياتِ والبَراهِينَ إنَّما يَنْتَفِعُ بِها المُؤْمِنُونَ المُوقِنُونَ الَّذِينَ يَعْقِلُونَ عَنِ اللَّهِ حُجَجَهُ وآياتِهِ، فَكَأنَّهم هُمُ المُخْتَصُّونَ بِها دُونَ غَيْرِهِمْ.
وَلِذا قالَ: ﴿لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، ثُمَّ قالَ: ﴿آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، ثُمَّ قالَ: ﴿آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ .
وَهَذِهِ البَراهِينُ السِّتَّةُ المَذْكُورَةُ في أوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ الكَرِيمَةِ - جاءَتْ مُوَضَّحَةً في آياتٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا كَما هو مَعْلُومٌ.
(p-١٨٠)أمّا الأوَّلُ مِنها، وهو خَلْقُهُ السَّماواتِ والأرْضَ المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ في السَّماواتِ والأرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ - فَقَدْ جاءَ في آياتٍ كَثِيرَةٍ،
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أفَلَمْ يَنْظُرُوا إلى السَّماءِ فَوْقَهم كَيْفَ بَنَيْناها وزَيَّنّاها وما لَها مِن فُرُوجٍ﴾ ﴿والأرْضَ مَدَدْناها وألْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وأنْبَتْنا فِيها مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ ﴿تَبْصِرَةً وذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: ٦ - ٨] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أفَلَمْ يَرَوْا إلى ما بَيْنَ أيْدِيهِمْ وما خَلْفَهم مِنَ السَّماءِ والأرْضِ﴾ الآيَةَ [سبإ: ٩] .
• وقَوْلِهِ: ﴿قُلِ انْظُرُوا ماذا في السَّماواتِ والأرْضِ وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ الآيَةَ [يونس: ١٠١] .
• وقَوْلِهِ: ﴿أوَلَمْ يَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ الآيَةَ [الأعراف: ١٥٨] .
• وقَوْلِهِ: ﴿وَمِن آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ [الروم: ٢٢] في ”الرُّومِ“ و ”الشُّورى“ [الشورى: ٢٩] .
• وقَوْلِهِ: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِراشًا والسَّماءَ بِناءً﴾ [غافر: ٦٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرارًا والسَّماءَ بِناءً﴾ [غافر: ٦٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿والسَّماءَ بَنَيْناها بِأيْدٍ وإنّا لَمُوسِعُونَ والأرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الماهِدُونَ﴾ [الذاريات: ٤٧ - ٤٨] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ألَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهادًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿وَبَنَيْنا فَوْقَكم سَبْعًا شِدادًا﴾ [النبإ: ٦ - ١٢] .
والآياتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا مَعْرُوفَةٌ.
وَأمّا الثّانِي مِنها، وهو خَلْقُهُ النّاسَ المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ﴾ - فَقَدْ جاءَ مُوَضَّحًا في آياتٍ كَثِيرَةٍ،
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَمِن آياتِهِ أنْ خَلَقَكم مِن تُرابٍ ثُمَّ إذا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ . [الروم: ٢٠] .
• وقَوْلِهِ: ﴿ياأيُّها النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكم والَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ الآيَةَ [البقرة: ٢١] .
• وقَوْلِهِ تَعالى عَنْ نَبِيِّهِ نُوحٍ: ﴿ما لَكم لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وقارًا وقَدْ خَلَقَكم أطْوارًا﴾ [نوح: ١٣ - ١٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَخْلُقُكم في بُطُونِ أُمَّهاتِكم خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكم لَهُ المُلْكُ لا إلَهَ إلّا هو فَأنّى تُصْرَفُونَ﴾ [الزمر: ٦] .
• وقَوْلِهِ: ﴿وَفِي أنْفُسِكم أفَلا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: ٢١] .
والآياتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ ومَعْلُومَةٌ.
وَأمّا الثّالِثُ مِنها، وهو خَلْقُهُ الدَّوابَّ المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: ﴿وَما يَبُثُّ مِن دابَّةٍ﴾ فَقَدْ جاءَ أيْضًا مُوَضَّحًا في آياتٍ كَثِيرَةٍ أيْضًا مِن كِتابِ اللَّهِ،
• كَقَوْلِهِ تَعالى في سُورَةِ ”الشُّورى“: ﴿وَمِن آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ والأرْضِ وما بَثَّ فِيهِما مِن دابَّةٍ وهو عَلى جَمْعِهِمْ إذا يَشاءُ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: ٢٩] .
• وقَوْلِهِ تَعالى في ”البَقَرَةِ“: ﴿وَما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فَأحْيا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وبَثَّ فِيها مِن كُلِّ دابَّةٍ﴾ الآيَةَ [البقرة: ١٦٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿واللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّةٍ مِن (p-١٨١)ماءٍ فَمِنهم مَن يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ومِنهم مَن يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ومِنهم مَن يَمْشِي عَلى أرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الزمر: ٦] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأنْزَلَ لَكم مِنَ الأنْعامِ ثَمانِيَةَ أزْواجٍ﴾ [الزمر: ٦] .
والآياتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ ومَعْلُومَةٌ.
وَأمّا الرّابِعُ مِنها، وهو اخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: واخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ - فَقَدْ جاءَ مُوَضَّحًا أيْضًا في آياتٍ كَثِيرَةٍ مِن كِتابِ اللَّهِ،
• كَقَوْلِهِ تَعالى في ”البَقَرَةِ“: ﴿إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ والفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي في البَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى في ”آلِ عِمْرانَ“: ﴿إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الألْبابِ﴾ [آل عمران: ١٩٠] .
• وقَوْلِهِ تَعالى في ”فُصِّلَتْ“: ﴿وَمِن آياتِهِ اللَّيْلُ والنَّهارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ﴾ الآيَةَ [فصلت: ٣٧] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنهُ النَّهارَ فَإذا هم مُظْلِمُونَ﴾ ﴿والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها﴾ الآيَةَ [يس: ٣٧ - ٣٨] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ والنَّهارَ إنَّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأبْصارِ﴾ [النور: ٤٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿قُلْ أرَأيْتُمْ إنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إلى يَوْمِ القِيامَةِ مَن إلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكم بِضِياءٍ أفَلا تَسْمَعُونَ﴾ ﴿قُلْ أرَأيْتُمْ إنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَدًا إلى يَوْمِ القِيامَةِ مَن إلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أفَلا تُبْصِرُونَ﴾ ﴿وَمِن رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ولَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ [القصص: ٧١ - ٧٣] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ ولَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ أفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [المؤمنون: ٨٠] .
والآياتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَعْلُومَةٌ.
وَأمّا الخامِسُ مِنها، وهو إنْزالُ الماءِ مِنَ السَّماءِ، وإحْياءُ الأرْضِ بِهِ، وإنْباتُ الرِّزْقِ فِيها، المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: ﴿وَما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْقٍ فَأحْيا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ - فَقَدْ جاءَ مُوَضَّحًا أيْضًا في آياتٍ كَثِيرَةٍ مِن كِتابِ اللَّهِ، كَقَوْلِهِ تَعالى في ”البَقَرَةِ“: ﴿إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ والفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي في البَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ وما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فَأحْيا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤] . وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ أنّا صَبَبْنا الماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقًّا فَأنْبَتْنا فِيها حَبًّا وعِنَبًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿مَتاعًا لَكم ولِأنْعامِكُمْ﴾ [عبس: ٢٤ - ٣٢] .
(p-١٨٢)وَإيضاحُ هَذا البُرْهانِ بِاخْتِصارٍ أنَّ قَوْلَهُ تَعالى: ﴿فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ﴾ - أمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعالى لِكُلِّ إنْسانٍ مُكَلَّفٍ أنْ يَنْظُرَ ويَتَأمَّلَ في طَعامِهِ، كالخَبْزِ الَّذِي يَأْكُلُ ويَعِيشُ بِهِ، مِن خَلْقِ الماءِ الَّذِي كانَ سَبَبًا لِنَباتِهِ.
هَلْ يَقْدِرُ أحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ أنْ يَخْلُقَهُ ؟
الجَوابُ: لا.
ثُمَّ هَبْ أنَّ الماءَ قَدْ خُلِقَ بِالفِعْلِ، هَلْ يَقْدِرُ أحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ أنْ يُنْزِلَهُ إلى الأرْضِ عَلى هَذا الوَجْهِ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ النَّفْعُ مِن غَيْرِ ضَرَرٍ بِإنْزالِهِ عَلى الأرْضِ رَشًّا صَغِيرًا، حَتّى تُرْوى بِهِ الأرْضُ تَدْرِيجًا، مِن غَيْرِ أنْ يَحْصُلَ بِهِ هَدْمٌ ولا غَرَقٌ، كَما قالَ تَعالى: ﴿فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِن خِلالِهِ﴾ [النور: ٤٣] ؟ .
الجَوابُ: لا.
ثُمَّ هَبْ أنَّ الماءَ قَدْ خُلِقَ فِعْلًا، وأُنْزِلَ في الأرْضِ عَلى ذَلِكَ الوَجْهِ الأتَمِّ الأكْمَلِ، هَلْ يَقْدِرُ أحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ أنْ يَشُقَّ الأرْضَ ويُخْرِجَ مِنها مِسْمارَ النَّباتِ ؟
الجَوابُ: لا.
ثُمَّ هَبْ أنَّ النَّباتَ خَرَجَ مِنَ الأرْضِ، وانْشَقَّتْ عَنْهُ، فَهَلْ يَقْدِرُ أحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ أنْ يُخْرِجَ السُّنْبُلَ مِن ذَلِكَ النَّباتِ ؟
الجَوابُ: لا.
ثُمَّ هَبْ أنَّ السُّنْبُلَ خَرَجَ مِنَ النَّباتِ، فَهَلْ يَقْدِرُ أحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ أنْ يُنَمِّيَ حَبَّهُ ويَنْقُلَهُ مِن طَوْرٍ إلى طَوْرٍ حَتّى يُدْرَكَ ويَكُونَ صالِحًا لِلْغِذاءِ والقُوتِ ؟
الجَوابُ: لا.
وَقَدْ قالَ تَعالى: ﴿انْظُرُوا إلى ثَمَرِهِ إذا أثْمَرَ ويَنْعِهِ إنَّ في ذَلِكم لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: ٩٩] . وكَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأنْزَلْنا مِنَ المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجًا﴾ ﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا ونَباتًا﴾ ﴿وَجَنّاتٍ ألْفافًا﴾ [النبإ: ١٤ - ١٦] . وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الأرْضُ المَيْتَةُ أحْيَيْناها وأخْرَجْنا مِنها حَبًّا فَمِنهُ يَأْكُلُونَ﴾ [يس: ٣٣] . والآياتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَعْلُومَةٌ.
(p-١٨٣)واعْلَمْ أنَّ إطْلاقَهُ تَعالى الرِّزْقَ عَلى الماءِ في آيَةِ ”الجاثِيَةِ“ هَذِهِ - قَدْ أوْضَحْنا وجْهَهُ في سُورَةِ ”المُؤْمِنِ“ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكم آياتِهِ ويُنَزِّلُ لَكم مِنَ السَّماءِ رِزْقًا﴾ الآيَةَ [غافر: ١٣] .
وَأمّا السّادِسُ مِنها، وهو تَصْرِيفُ الرِّياحِ المَذْكُورُ في قَوْلِهِ: ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ﴾ - فَقَدْ جاءَ مُوَضَّحًا أيْضًا في آياتٍ مِن كِتابِ اللَّهِ،
• كَقَوْلِهِ في ”البَقَرَةِ“: ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ والسَّحابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَمِن آياتِهِ أنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ﴾ [الروم: ٤٦] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأرْسَلْنا الرِّياحَ لَواقِحَ﴾ [الحجر: ٢٢] .
إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
* * *
* تَنْبِيهٌ
اعْلَمْ أنَّ هَذِهِ البَراهِينَ العَظِيمَةَ المَذْكُورَةَ في أوَّلِ سُورَةِ ”الجاثِيَةِ“ هَذِهِ - ثَلاثَةٌ مِنها مِن بَراهِينِ البَعْثِ الَّتِي يَكْثُرُ في القُرْآنِ العَظِيمِ الِاسْتِدْلالُ بِها عَلى البَعْثِ، كَثْرَةً مُسْتَفِيضَةً.
وَقَدْ أوْضَحْناها في مَواضِعَ مِن هَذا الكِتابِ المُبارَكِ في سُورَةِ ”البَقَرَةِ“ وسُورَةِ ”النَّحْلِ“ وغَيْرِهِما، وأحَلْنا عَلَيْها مِرارًا كَثِيرَةً في هَذا الكِتابِ المُبارَكِ، وسَنُعِيدُ طَرَفًا مِنها هُنا لِأهَمِّيَّتِها إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى .
والأوَّلُ مِنَ البَراهِينِ المَذْكُورَةِ: هو خَلْقُ السَّماواتِ والأرْضِ المَذْكُورُ هُنا في سُورَةِ ”الجاثِيَةِ“ هَذِهِ ﴿إنَّ في السَّماواتِ والأرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، لِأنَّ خَلْقَهُ - جَلَّ وعَلا - لِلسَّماواتِ والأرْضِ - مِن أعْظَمِ البَراهِينِ عَلى بَعْثِ النّاسِ بَعْدَ المَوْتِ؛ لِأنَّ مَن خَلَقَ الأعْظَمَ الأكْبَرَ لا شَكَّ في قُدْرَتِهِ عَلى خَلْقِ الأضْعَفِ الأصْغَرِ.
والآياتُ الدّالَّةُ عَلى هَذا كَثِيرَةٌ،
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّماواتِ والأرْضِ أكْبَرُ مِن خَلْقِ النّاسِ﴾ [غافر: ٥٧] أيْ ومَن قَدَرَ عَلى خَلْقِ الأكْبَرِ فَلا شَكَّ أنَّهُ قادِرٌ عَلى خَلْقِ الأصْغَرِ،
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ بِقادِرٍ عَلى أنْ يَخْلُقَ مِثْلَهم بَلى وهو الخَلّاقُ العَلِيمُ﴾ [يس: ٨١] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ ولَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أنْ يُحْيِيَ المَوْتى بَلى إنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأحقاف: ٣٣] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: (p-١٨٤)﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ قادِرٌ عَلى أنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾ الآيَةَ [الإسراء: ٩٩] . وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿أأنْتُمْ أشَدُّ خَلْقًا أمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوّاها وأغْطَشَ لَيْلَها وأخْرَجَ ضُحاها والأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحاها أخْرَجَ مِنها ماءَها ومَرْعاها والجِبالَ أرْساها مَتاعًا لَكم ولِأنْعامِكُمْ﴾ [النازعات: ٢٧ - ٣٣] .
وَنَظِيرُ آيَةِ ”النّازِعاتِ“ هَذِهِ قَوْلُهُ تَعالى في أوَّلِ ”الصّافّاتِ“: ﴿فاسْتَفْتِهِمْ أهم أشَدُّ خَلْقًا أمْ مَن خَلَقْنا﴾ الآيَةَ [الصافات: ١١]؛ لِأنَّ قَوْلَهُ: ﴿أمْ مَن خَلَقْنا﴾ يُشِيرُ بِهِ إلى خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ وما ذَكَرَ مَعَهُما المَذْكُورَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما ورَبُّ المَشارِقِ﴾ إلى قَوْلِهِ ﴿فَأتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ﴾ [الصافات: ٥ - ١٠] .
وَأمّا الثّانِي مِنَ البَراهِينِ المَذْكُورَةِ: فَهو خَلْقُهُ تَعالى لِلنّاسِ المَرَّةَ الأُولى؛ لِأنَّ مَنِ ابْتَدَعَ - خَلْقَهم عَلى غَيْرِ مِثالٍ سابِقٍ - لا شَكَّ في قُدْرَتِهِ عَلى إعادَةِ خَلْقِهِمْ مَرَّةً أُخْرى، كَما لا يَخْفى.
والِاسْتِدْلالُ بِهَذا البُرْهانِ عَلى البَعْثِ كَثِيرٌ جِدًّا في كِتابِ اللَّهِ، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ياأيُّها النّاسُ إنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ فَإنّا خَلَقْناكم مِن تُرابٍ﴾ [الحج: ٥] إلى آخِرِ الآياتِ.
• وَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا ونَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَن يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ﴾ ﴿قُلْ يُحْيِيها الَّذِي أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ وهو بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: ٧٨ - ٧٩] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَيَقُولُ الإنْسانُ أئِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا﴾ ﴿أوَلا يَذْكُرُ الإنْسانُ أنّا خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهم والشَّياطِينَ﴾ الآيَةَ [مريم: ٦٦ - ٦٨] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وهو أهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ الآيَةَ [الروم: ٢٧] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكم أوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الإسراء: ٥١] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿كَما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وعْدًا عَلَيْنا إنّا كُنّا فاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أفَعَيِينا بِالخَلْقِ الأوَّلِ بَلْ هم في لَبْسٍ مِن خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق: ١٥] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأةَ الأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٦٢] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنْثى مِن نُطْفَةٍ إذا تُمْنى وأنَّ عَلَيْهِ النَّشْأةَ الأُخْرى﴾ [النجم: ٤٥ - ٤٧] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾ ﴿ألَمْ يَكُ نُطْفَةً مِن مَنِيٍّ يُمْنى﴾ ﴿ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّى﴾ ﴿فَجَعَلَ مِنهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنْثى﴾ ﴿ألَيْسَ ذَلِكَ بِقادِرٍ عَلى أنْ يُحْيِيَ المَوْتى﴾ [القيامة: ٣٦ - ٤٠] .
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿والتِّينِ والزَّيْتُونِ وطُورِ سِينِينَ وهَذا البَلَدِ الأمِينِ لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في أحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ (p-١٨٥)إلى قَوْلِهِ: ﴿فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ١ - ٧]
يَعْنِي أيَّ شَيْءٍ يَحْمِلُكَ عَلى التَّكْذِيبِ بِالدِّينِ - أيْ بِالبَعْثِ والجَزاءِ - وقَدْ عَلِمْتَ أنِّي خَلَقْتُكَ الخَلْقَ الأوَّلَ في أحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وأنْتَ تَعْلَمُ أنَّهُ لا يَخْفى عَلى عاقِلٍ أنَّ مَنِ ابْتَدَعَ الإيجادَ الأوَّلَ لا شَكَّ في قُدْرَتِهِ عَلى إعادَتِهِ مَرَّةً أُخْرى. إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
وَأمّا البُرْهانُ الثّالِثُ مِنها، وهو إحْياءُ الأرْضِ بَعْدَ مَوْتِها المَذْكُورُ في قَوْلِهِ تَعالى في سُورَةِ ”الجاثِيَةِ“ هَذِهِ: ﴿وَما أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْقٍ فَأحْيا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾، فَإنَّهُ يَكْثُرُ الِاسْتِدْلالُ بِهِ أيْضًا عَلى البَعْثِ في القُرْآنِ العَظِيمِ؛ لِأنَّ مَن أحْيا الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قادِرٌ عَلى إحْياءِ النّاسِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ؛ لِأنَّ الجَمِيعَ أحْياءٌ بَعْدَ مَوْتٍ.
فَمِنَ الآياتِ الدّالَّةِ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَمِن آياتِهِ أنَّكَ تَرى الأرْضَ خاشِعَةً فَإذا أنْزَلْنا عَلَيْها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ إنَّ الَّذِي أحْياها لَمُحْيِي المَوْتى إنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: ٣٩] . وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَتَرى الأرْضَ هامِدَةً فَإذا أنْزَلْنا عَلَيْها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ وأنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ ﴿ذَلِكَ بِأنَّ اللَّهَ هو الحَقُّ وأنَّهُ يُحْيِي المَوْتى وأنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ﴿وَأنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن في القُبُورِ﴾ [الحج: ٥ - ٧] . وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿فانْظُرْ إلى آثارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتى وهو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الروم: ٥٠] . وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتّى إذا أقَلَّتْ سَحابًا ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأنْزَلْنا بِهِ الماءَ فَأخْرَجْنا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَراتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتى لَعَلَّكم تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٥٧] .
فَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتى﴾ أيْ نَبْعَثُهم مِن قُبُورِهِمْ أحْياءً كَما أخْرَجْنا تِلْكَ الثَّمَراتِ بَعْدَ عَدَمِها، وأحْيَيْنا بِإخْراجِها ذَلِكَ البَلَدَ المَيِّتَ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ويُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [الروم: ١٩] يَعْنِي تُخْرَجُونَ مِن قُبُورِكم أحْياءً بَعْدَ المَوْتِ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَأحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الخُرُوجُ﴾ [ق: ١١] . إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
{"ayah":"إِنَّ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











