الباحث القرآني

* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): (p-٣٨٦)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الشُّورى قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَتَراهم يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ الآيَةَ. هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلى أنَّ الكُفّارَ يَوْمَ القِيامَةِ يَنْظُرُونَ بِعُيُونٍ خَفِيَّةٍ ضَعِيفَةِ النَّظَرِ، وقَدْ جاءَتْ آيَةٌ أُخْرى يُتَوَهَّمُ مِنها خِلافُ ذَلِكَ، وهي قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: ٢٢] . والجَوابُ هو ما ذَكَرَهُ صاحِبُ الإتْقانِ، مِن أنَّ المُرادَ بِحِدَّةِ البَصَرِ: العِلْمُ وقُوَّةُ المَعْرِفَةِ، قالَ قُطْرُبٌ: ”فَبَصَرُكَ“ أيْ عِلْمُكَ، ومَعْرِفَتُكَ بِها قَوِيَّةٌ مِن قَوْلِهِمْ: بَصُرَ بِكَذا أيْ عَلِمَ، ولَيْسَ المُرادُ رُؤْيَةُ العَيْنِ، قالَ الفارِسِيَّ: ويَدُلُّ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ﴾ . وَقالَهُ بَعْضُ العُلَماءِ: ﴿فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ﴾ أيْ تُدْرِكُ بِهِ ما عَمِيتَ عَنْهُ في دارِ الدُّنْيا، ويَدُلُّ لِهَذا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿رَبَّنا أبْصَرْنا وسَمِعْنا فارْجِعْنا﴾ الآيَةَ [السجدة: ١٢]، وقَوْلُهُ: ﴿وَرَأى المُجْرِمُونَ النّارَ فَظَنُّوا أنَّهم مُواقِعُوها﴾ الآيَةَ [الكهف: ٥٣]، وقَوْلُهُ: ﴿أسْمِعْ بِهِمْ وأبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لَكِنِ الظّالِمُونَ اليَوْمَ في ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [مريم: ٣٨] . وَدَلالَةُ القُرْءانِ عَلى هَذا الوَجْهِ الأخِيرِ ظاهِرَةٌ، فَلَعَلَّهُ هو الأرْجَحُ، وإنِ اقْتَصَرَ صاحِبُ الإتْقانِ عَلى الأوَّلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب