الباحث القرآني
(p-٣٧)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الشُّورى قَوْلُهُ تَعالى: ﴿حم﴾ ﴿عسق﴾ ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إلَيْكَ وإلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ .
قَدْ قَدَّمْنا الكَلامَ عَلى الحُرُوفِ المُقَطَّعَةِ في أوَّلِ سُورَةِ ”هُودٍ“ .
وَقَوْلُ الزَّمَخْشَرِيِّ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إلَيْكَ﴾ أيْ مِثْلَ ذَلِكَ الوَحْيِ، أوْ مِثْلَ ذَلِكَ الكِتابِ يُوحِي إلَيْكَ وإلى الرُّسُلِ مِن قَبِلَكَ اللَّهُ.
يَعْنِي أنَّ ما تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ السُّورَةُ مِنَ المَعانِي قَدْ أوْحى اللَّهُ إلَيْكَ مِثْلَهُ في غَيْرِها مِنَ السُّوَرِ، وأوْحاهُ مِن قَبْلِكَ إلى رُسُلِهِ، عَلى مَعْنى أنَّ اللَّهَ تَعالى كَرَّرَ هَذِهِ المَعانِيَ في القُرْآنِ، وفي جَمِيعِ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ، لِما فِيها مِنَ التَّنْبِيهِ البَلِيغِ، واللُّطْفِ العَظِيمِ، لِعِبادِهِ مِنَ الأوَّلِينَ والآخَرِينَ. اهـ مِنهُ.
وَظاهِرُ كَلامِهِ أنَّ التَّشْبِيهَ في قَوْلِهِ: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي﴾ بِالنِّسْبَةِ إلى المُوحى بِاسْمِ المَفْعُولِ.
والأظْهَرُ أنَّ التَّشْبِيهَ في المَعْنى المَصْدَرِيِّ الَّذِي هو الإيحاءُ.
وَقَوْلُهُ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿وَإلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ﴾ لَمْ يُصَرِّحْ هُنا بِشَيْءٍ مِن أسْماءِ الَّذِينَ في قَبْلِهِ الَّذِينَ أوْحى إلَيْهِمْ، كَما أوْحى إلَيْهِ، ولَكِنَّهُ قَدْ بَيَّنَ أسْماءَ جَماعَةٍ مِنهم في سُورَةِ ”النِّساءِ“، وبَيَّنَ فِيها أنَّ بَعْضَهم لَمْ يَقْصُصْ خَبَرَهم عَلَيْهِ، وأنَّهُ أوْحى إلَيْهِمْ وأرْسَلَهم لِقَطْعِ حُجَجِ الخَلْقِ في دارِ الدُّنْيا، وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنّا أوْحَيْنا إلَيْكَ كَما أوْحَيْنا إلى نُوحٍ والنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وأوْحَيْنا إلى إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ وإسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأسْباطِ وعِيسى وأيُّوبَ ويُونُسَ وهارُونَ وسُلَيْمانَ وآتَيْنا داوُدَ زَبُورًا﴾ ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهم عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ورُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهم عَلَيْكَ وكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيمًا﴾ ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (p-٣٨)[النساء: ١٦٣ - ١٦٥] .
وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ﴾ ذَكَرَ - جَلَّ وعَلا - فِيهِ الثَّناءَ عَلى نَفْسِهِ بِاسْمِهِ العَزِيزِ واسْمِهِ الحَكِيمِ بَعْدَ ذِكْرِهِ إنْزالَهُ وحْيَهُ عَلى أنْبِيائِهِ، كَما قالَ في سُورَةِ ”النِّساءِ“ المَذْكُورَةِ: ﴿وَكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ بَعْدَ ذِكْرِهِ إيحاءَهُ إلى رُسُلِهِ.
وَقَدْ قَدَّمْنا في أوَّلِ سُورَةِ ”الزُّمَرِ“ أنَّ اسْتِقْراءَ القُرْآنِ قَدْ دَلَّ عَلى أنَّ اللَّهَ - جَلَّ وعَلا - إذا ذَكَرَ تَنْزِيلَهُ لِكِتابِهِ أتْبَعَ ذَلِكَ بَعْضَ أسْمائِهِ الحُسْنى وصِفاتِهِ العُلْيا، وذَكَرْنا كَثِيرًا مِن أمْثِلَةِ ذَلِكَ.
وَقَرَأ هَذا الحَرْفَ عامَّةُ السَّبْعَةِ غَيْرَ ابْنِ كَثِيرٍ: (يُوحِي) بِكَسْرِ الحاءِ بِالبِناءِ لِلْفاعِلِ، وعَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ هَذِهِ فَقَوْلُهُ: (اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ) - فاعِلُ يُوحِي.
وَقَرَأهُ ابْنُ كَثِيرٍ (يُوحى إلَيْكَ) بِفَتْحِ الحاءِ بِالبِناءِ لِلْمَفْعُولِ، وعَلى هَذِهِ القِراءَةِ، فَقَوْلُهُ: (اللَّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ) فاعِلُ فِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ يُوحى، كَما قَدَّمْنا إيضاحَهُ في سُورَةِ ”النُّورِ“ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالغُدُوِّ والآصالِ﴾ ﴿رِجالٌ﴾ [النور: ٣٦ - ٣٧] .
وَقَدْ قَدَّمْنا مَعانِيَ الوَحْيِ مَعَ الشَّواهِدِ العَرَبِيَّةِ في سُورَةِ ”النَّحْلِ“ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأوْحى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ﴾ [النحل: ٦٨] وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَواضِعِ.
{"ayah":"حمۤ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق