الباحث القرآني

* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): (p-٣٧٢)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ سَبَأٍ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَهَلْ نُجازِي إلّا الكَفُورَ﴾ . هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ عَلى كِلْتا القِراءَتَيْنِ، قِراءَةِ ضَمِّ الياءِ مَعَ فَتْحِ الزّايِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، مَعَ رَفْعِ ”الكَفُورَ“ عَلى أنَّهُ نائِبُ الفاعِلِ، وقِراءَةِ ”نُجازِي“ بِضَمِّ النُّونِ وكَسْرِ الزّايِ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ مَعَ نَصْبِ ”الكَفُورَ“، عَلى أنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ تَدُلُّ عَلى خُصُوصِ الجَزاءِ بِالمُبالِغِينَ في الكُفْرِ. وَقَدْ جاءَتْ آياتٌ أُخَرُ تَدُلُّ عَلى عُمُومِ الجَزاءِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ الآيَةَ [الزلزلة: ٧] . والجَوابُ عَنْ هَذا مِن ثَلاثَةِ أوْجُهٍ: الأوَّلُ: أنَّ المَعْنى ما نُجازِي هَذا الجَزاءَ الشَّدِيدَ المُسْتَأْصِلَ إلّا المُبالِغَ في الكُفْرانِ. الثّانِي: أنَّ ما يُفْعَلُ بِغَيْرِ الكافِرِ مِنَ الجَزاءِ لَيْسَ عِقابًا في الحَقِيقَةِ، لِأنَّهُ تَطْهِيرٌ وتَمْحِيصٌ. الثّالِثُ: أنَّهُ لا يُجازى بِجَمِيعِ الأعْمالِ مَعَ المُناقَشَةِ التّامَّةِ إلّا الكافِرُ، ويَدُلُّ لِهَذا قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: «مَن نُوقِشَ الحِسابَ فَقَدْ هَلَكَ» وأنَّهُ لَمّا سَألَتْهُ عائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عَنْ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا ويَنْقَلِبُ إلى أهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الإنشقاق: ٨ - ٩]، قالَ لَها ذَلِكَ الغَرَضَ، وبَيَّنَ لَها أنَّ مَن نُوقِشَ الحِسابَ، لا بُدَّ أنْ يَهْلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب