الباحث القرآني

* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أنِّي أخْلُقُ لَكم مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾ الآيَةَ. هَذِهِ الآيَةُ يُوهِمُ ظاهِرُها أنَّ بَعْضَ المَخْلُوقِينَ رُبَّما خَلَقَ بَعْضُهم، ونَظِيرُها قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَتَخْلُقُونَ إفْكًا﴾ الآيَةَ [العنكبوت: ١٧] . وَقَدْ جاءَتْ آياتٌ أُخَرُ تَدُلُّ عَلى أنَّ اللَّهَ هو خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: ٤٩]، وقَوْلِهِ: ﴿اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وهو عَلى كُلِّ شَيْءٍ وكِيلٌ﴾ [الزمر: ٦٢]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ. والجَوابُ ظاهِرٌ، وهو أنَّ مَعْنى خَلْقِ عِيسى كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ مِنَ الطِّينِ هو: أخْذُهُ شَيْئًا مِنَ الطِّينِ وجَعْلُهُ إيّاهُ عَلى هَيْئَةِ - أيْ صُورَةِ - الطَّيْرِ ولَيْسَ المُرادُ الخَلْقَ الحَقِيقِيَّ لِأنَّ اللَّهَ مُتَفَرِّدٌ بِهِ جَلَّ وعَلا، وقَوْلُهُ: ﴿وَتَخْلُقُونَ إفْكًا﴾: مَعْناهُ تَكْذِبُونَ، فَلا مُنافاةَ بَيْنَ الآياتِ كَما هو ظاهِرٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب