الباحث القرآني

* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ الآيَةَ. هَذِهِ الآيَةُ تَدُلُّ عَلى أنَّ زَكَرِيّا عَلَيْهِ وعَلى نَبِيِّنا الصَّلاةُ والسَّلامُ لَيْسَ عِنْدَهُ شَكٌّ في قُدْرَةِ اللَّهِ عَلى أنْ يُرْزُقَهُ الوَلَدَ عَلى ما كانَ مِنهُ مِن كِبَرِ السِّنِّ، وقَدْ جاءَ في آيَةٍ أُخْرى ما يُوهِمُ خِلافَ ذَلِكَ وهي قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قالَ رَبِّ أنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وقَدْ بَلَغَنِيَ الكِبَرُ وامْرَأتِي﴾ عاقِرٌ الآيَةَ [آل عمران: ٤٠] . والجَوابُ عَنْ هَذا بِأُمُورٍ: الأوَّلُ: ما أخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ والسُّدِّيِّ مِن أنَّ زَكَرِيّا لَمّا نادَتْهُ المَلائِكَةُ وهو قائِمٌ يُصَلِّي في المِحْرابِ: أنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى، قالَ لَهُ الشَّيْطانُ لَيْسَ هَذا نِداءُ المَلائِكَةِ، وإنَّما هو نِداءُ الشَّيْطانِ فَداخَلَ زَكَرِيّا الشَّكُّ في أنَّ النِّداءَ مِنَ الشَّيْطانِ، فَقالَ عِنْدَ ذَلِكَ الشَّكِّ النّاشِئِ عَنْ وسْوَسَةِ الشَّيْطانِ قَبْلَ أنْ يَتَيَقَّنَ أنَّهُ مِنَ اللَّهِ: ﴿أنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ﴾ ولِذا طَلَبَ الآيَةَ مِنَ اللَّهِ عَلى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً﴾ الآيَةَ [آل عمران: ٤١] . الثّانِي: أنَّ اسْتِفْهامَهُ اسْتِفْهامُ اسْتِعْلامٍ واسْتِخْبارٍ، لِأنَّهُ لا يَدْرِي هَلِ اللَّهُ يَأْتِيهِ بِالوَلَدِ مِن زَوْجِهِ العَجُوزِ أمْ يَأْمُرُهُ بِأنْ يَتَزَوَّجَ شابَّةً أوْ يَرُدُّهُما شابَّيْنِ. (p-٢٣١)الثّالِثُ: أنَّهُ اسْتِفْهامُ اسْتِعْظامٍ وتَعَجُّبٍ مِن كَمالِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعالى، واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب