الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ أكْثَرَ الَّذِي هم فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ . ومِن ذَلِكَ اخْتِلافُهم في عِيسى، فَقَدْ قَدَّمْنا في سُورَةِ ”مَرْيَمَ“، ادِّعاءَهم عَلى أُمِّهِ الفاحِشَةَ، مَعَ أنَّ طائِفَةً مِنهم آمَنَتْ بِهِ؛ كَما يُشِيرُ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَن أنْصارِي إلى اللَّهِ قالَ الحَوارِيُّونَ نَحْنُ أنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ وكَفَرَتْ طائِفَةٌ﴾ [الصف: ٤١] والطّائِفَةُ الَّتِي آمَنَتْ قالَتِ الحَقَّ في عِيسى، والَّتِي كَفَرَتِ افْتَرَتْ عَلَيْهِ وعَلى أُمِّهِ، كَما تَقَدَّمَ إيضاحُهُ في سُورَةِ ”مَرْيَمَ“ . وَقَدْ قَصَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ في سُورَةِ ”مَرْيَمَ“ وسُورَةِ ”النِّساءِ“ وغَيْرِهِما، حَقِيقَةَ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ، وهي أنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ [مريم: ٣٠] ورَسُولُهُ ﴿وَكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنهُ﴾ [النساء: ١٧١] ولَمّا بَيَّنَ لَهم حَقِيقَةَ أمْرِهِ مُفَصَّلَةً في سُورَةِ ”مَرْيَمَ“ قالَ: ﴿ذَلِكَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ [مريم: ٣٤] وذَلِكَ يُبَيِّنُ بَعْضَ ما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى هُنا: ﴿إنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ أكْثَرَ الَّذِي هم فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب