الباحث القرآني

(p-٣٥٢)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ رَبِّ إمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ﴾ ﴿رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي في القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾، أمَرَ - جَلَّ وعَلا - نَبِيَّهُ في هاتَيْنِ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ أنْ يَقُولَ: رَبِّ إمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ، أيْ: أنْ تُرِنِي ما تُوعِدُهم مِنَ العَذابِ، بِأنْ تُنْزِلَهُ بِهِمْ، وأنا حاضِرٌ شاهِدٌ أرى نُزُولَهُ بِهِمْ ﴿فَلا تَجْعَلْنِي في القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾، أيْ: لا تَجْعَلْنِي في جُمْلَةِ المُعَذَّبِينَ الظّالِمِينَ، بَلْ أخْرِجْنِي مِنهم، ونَجِّنِي مِن عَذابِهِمْ، وقَدْ بَيَّنَ تَعالى في مَواضِعَ أُخَرَ: أنَّهُ لا يَنْزِلُ بِهِمُ العَذابُ، وهو فِيهِمْ وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهم وأنْتَ فِيهِمْ﴾ الآيَةَ [الأنفال: ٣٣]، وبَيَّنَ هُنا أنَّهُ قادِرٌ عَلى أنْ يُرِهِ العَذابَ، الَّذِي وعَدَهم بِهِ في قَوْلِهِ: ﴿وَإنّا عَلى أنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهم لَقادِرُونَ﴾ [المؤمنون: ٩٥] وبَيَّنَ في سُورَةِ الزُّخْرُفِ، أنَّهُ إنْ ذَهَبَ بِهِ قَبْلَ تَعْذِيبِهِمْ، فَإنَّهُ مُعَذِّبٌ لَهم ومُنْتَقِمٌ مِنهم لا مَحالَةَ، وأنَّهُ إنْ عَذَّبَهم، وهو حاضِرٌ فَهو مُقْتَدِرٌ عَلَيْهِمْ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهم مُنْتَقِمُونَ أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وعَدْناهم فَإنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ﴾ [الزخرف: ٤١ - ٤٢] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب