الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿والَّذِينَ هاجَرُوا في سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وإنَّ اللَّهَ لَهو خَيْرُ الرّازِقِينَ﴾، ذَكَرَ - جَلَّ وعَلا - في هَذِهِ الآيَةِ: أنَّ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هاجَرُوا في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قُتِلُوا بِأنْ قَتْلَهُمُ الكُفّارُ في الجِهادِ؛ لِأنَّ هَذا هو الأغْلَبُ في قَتْلِ مَن قُتِلَ مِنهم، أوْ ماتُوا عَلى فُرُشِهِمْ حَتْفَ أنْفِهِمْ في غَيْرِ جِهادٍ، أنَّهُ تَعالى أقْسَمَ لَيَرْزُقَنَّهم رِزْقًا حَسَنًا وأنَّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ، وما تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ مِمّا ذَكَرْنا جاءَ مُبَيَّنًا في غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ. أمّا الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ - جَلَّ وعَلا -: أنَّهُ يَرْزُقُهم رِزْقًا حَسَنًا، وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أمْواتًا بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩] ولا شَكَّ أنَّ ذَلِكَ الَّذِي يُرْزَقُهم رِزْقٌ حَسَنٌ، وأمّا الَّذِينَ ماتُوا في قِتالِ المَذْكُورِينَ في قَوْلِهِ هُنا: أوْ ماتُوا، فَقَدْ قالَ اللَّهُ فِيهِمْ ﴿وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ﴾ [النساء: ١٠٠] ولا شَكَّ أنَّ مَن وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ: أنَّ اللَّهَ يَرْزُقُهُ الرِّزْقَ الحَسَنَ كَما لا يَخْفى. والأحادِيثُ الدّالَّةُ عَلى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ طَرَفًا مِنها والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى. وقَوْلُهُ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ ﴿ثُمَّ قُتِلُوا﴾ قَرَأهُ ابْنُ عامِرٍ بِتَشْدِيدِ التّاءِ والباقُونَ بِتَخْفِيفِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب