الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهم ظُلِمُوا وإنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾، مُتَعَلِّقُ أُذِنَ مَحْذُوفٌ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أيْ: أُذِنَ لَهم في القِتالِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: يُقاتَلُونَ، وقَدْ صَرَّحَ - جَلَّ وعَلا - في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: أنَّهُ أُذِنَ لِلَّذِينِ يُقاتَلُونَ وهُمُ النَّبِيُّ ﷺ وأصْحابُهُ ودَلَّ قَوْلُهُ: يُقاتَلُونَ: عَلى أنَّ المُرادَ مَن يَصْلُحُ لِلْقِتالِ مِنهم دُونَ مَن لا يَصْلُحُ لَهُ، كالأعْمى والأعْرَجِ والمَرِيضِ والضَّعِيفِ والعاجِزِ عَنِ السَّفَرِ لِلْجِهادِ لِفَقْرِهِ (p-٢٦٣)بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لَيْسَ عَلى الأعْمى حَرَجٌ ولا عَلى الأعْرَجِ حَرَجٌ ولا عَلى المَرِيضِ﴾ الآيَةَ [النور: ٦١]،
• وقَوْلِهِ - جَلَّ وعَلا -: ﴿لَيْسَ عَلى الضُّعَفاءِ ولا عَلى المَرْضى ولا عَلى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إذا نَصَحُوا لِلَّهِ ورَسُولِهِ ما عَلى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ﴾ [التوبة: ٩١]
• وقَوْلِهِ: ﴿بِأنَّهم ظُلِمُوا﴾ الباءُ فِيهِ سَبَبِيَّةٌ وهي مِن حُرُوفِ التَّعْلِيلِ، كَما تَقَرَّرَ في مَسْلَكِ النَّصِّ الظّاهِرِ مِن مَسالِكِ العِلَّةِ، وهَذِهِ الآيَةُ هي أوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ في الجِهادِ كَما قالَ بِهِ جَماعاتٌ مِنَ العُلَماءِ، ولَيْسَ فِيها مِن أحْكامِ الجِهادِ إلّا مُجَرَّدُ الإذْنِ لَهم فِيهِ، ولَكِنْ قَدْ جاءَتْ آياتٌ أُخَرُ دالَّةٌ عَلى أحْكامٍ أُخَرَ زائِدَةٍ عَلى مُطْلَقِ الإذْنِ فَهي مُبَيِّنَةٌ عَدَمَ الِاقْتِصارِ، عَلى الإذْنِ كَما هو ظاهِرُ هَذِهِ الآيَةِ، وقَدْ قالَتْ جَماعَةٌ مِن أهْلِ العِلْمِ: إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى لِعِظَمِ حِكْمَتِهِ في التَّشْرِيعِ، إذا أرادَ أنْ يُشَرِّعَ أمْرًا شاقًّا عَلى النُّفُوسِ كانَ تَشْرِيعُهُ عَلى سَبِيلِ التَّدْرِيجِ؛ لِأنَّ إلْزامَهُ بَغْتَةً في وقْتٍ واحِدٍ مِن غَيْرِ تَدْرِيجٍ فِيهِ مَشَقَّةٌ عَظِيمَةٌ، عَلى الَّذِينَ كُلِّفُوا بِهِ قالُوا فَمِن ذَلِكَ الجِهادُ، فَإنَّهُ أمْرٌ شاقٌّ عَلى النُّفُوسِ لِما فِيهِ مِن تَعْرِيضِها لِأسْبابِ المَوْتِ؛ لِأنَّ القِتالَ مَعَ العَدُوِّ الكافِرِ القَوِيِّ مِن أعْظَمِ أسْبابِ المَوْتِ عادَةً، وإنْ كانَ الأجَلُ مَحْدُودًا عِنْدَ اللَّهِ تَعالى كَما قالَ تَعالى: ﴿وَما كانَ لِنَفْسٍ أنْ تَمُوتَ إلّا بِإذْنِ اللَّهِ كِتابًا مُؤَجَّلًا﴾ [آل عمران: ١٤٥] وقَدْ بَيَّنَ تَعالى مَشَقَّةَ إيجابِ الجِهادِ عَلَيْهِمْ،
• بِقَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ قِيلَ لَهم كُفُّوا أيْدِيَكم وأقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتالُ إذا فَرِيقٌ مِنهم يَخْشَوْنَ النّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أوْ أشَدَّ خَشْيَةً وقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنا القِتالَ لَوْلا أخَّرْتَنا إلى أجَلٍ قَرِيبٍ﴾ [النساء: ٧٧] ومَعَ تَعْرِيضِ النُّفُوسِ فِيهِ لِأعْظَمِ أسْبابِ المَوْتِ، فَإنَّهُ يُنْفَقُ فِيهِ المالُ أيْضًا كَما قالَ تَعالى: ﴿وَتُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ بِأمْوالِكم وأنْفُسِكُمْ﴾ [الصف: ١١] قالُوا: ولَمّا كانَ الجِهادُ فِيهِ هَذا مِنَ المَشَقَّةِ، وأرادَ اللَّهُ تَشْرِيعَهُ شَرَّعَهُ تَدْرِيجًا، فَأذِنَ فِيهِ أوَّلًا مِن غَيْرِ إيجابٍ
• بِقَوْلِهِ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهم ظُلِمُوا﴾ الآيَةَ [الحج: ٣٩]، ثُمَّ لَمّا اسْتَأْنَسَتْ بِهِ نُفُوسُهم بِسَبَبِ الإذْنِ فِيهِ، أوْجَبَ عَلَيْهِمْ فَقالَ: مَن قاتَلَهم دُونَ مَن لَمْ يُقاتِلْهم
• بِقَوْلِهِ: ﴿وَقاتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكم ولا تَعْتَدُوا﴾ الآيَةَ [البقرة: ١٩٠]، وهَذا تَدْرِيجٌ مِنَ الإذْنِ إلى نَوْعٍ خاصٍّ مِنَ الإيجابِ، ثُمَّ لَمّا اسْتَأْنَسَتْ نُفُوسُهم بِإيجابِهِ في الجُمْلَةِ أوْجَبَهُ عَلَيْهِمْ إيجابًا عامًّا جازِمًا في آياتٍ مِن كِتابِهِ؛
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَإذا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الحُرُمُ فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدْتُمُوهم وخُذُوهم واحْصُرُوهم واقْعُدُوا لَهم كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ [التوبة: ٥]
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كافَّةً كَما يُقاتِلُونَكم كافَّةً﴾ [التوبة: ٣٦]
• وقَوْلِهِ: (p-٢٦٤)﴿تُقاتِلُونَهم أوْ يُسْلِمُونَ﴾ [الفتح: ١٦]
إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
واعْلَمْ: أنَّ لِبَعْضِ أهْلِ العِلْمِ في بَعْضِ الآياتِ الَّتِي ذَكَرْنا أقْوالًا غَيْرَ ما ذَكَرْنا، ولَكِنَّ هَذا التَّدْرِيجَ الَّذِي ذَكَرْنا دَلَّ عَلَيْهِ اسْتِقْراءُ القُرْآنِ في تَشْرِيعِ الأحْكامِ الشّاقَّةِ، ونَظِيرُهُ شُرْبُ الخَمْرِ فَإنَّ تَرْكَهُ شاقٌّ عَلى مَنِ اعْتادَهُ، فَلَمّا أرادَ اللَّهُ أنْ يُحَرِّمَ الخَمْرَ حَرَّمَها تَدْرِيجًا، فَذَكَرَ أوَّلًا بَعْضَ مَعائِبِها كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الخَمْرِ والمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ لِلنّاسِ وإثْمُهُما أكْبَرُ مِن نَفْعِهِما﴾ [البقرة: ٢١٩] ثُمَّ لَمّا اسْتَأْنَسَتْ نُفُوسُهم بِأنَّ في الخَمْرِ إثْمًا أكْثَرَ مِمّا فِيها مِنَ النَّفْعِ، حَرَّمَها عَلَيْهِمْ في أوْقاتِ الصَّلاةِ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنْتُمْ سُكارى﴾ الآيَةَ [النساء: ٤٣]، فَكانُوا بَعْدَ نُزُولِها، لا يَشْرَبُونَها إلّا في وقْتٍ يَزُولُ فِيهِ السُّكْرُ قَبْلَ وقْتِ الصَّلاةِ، وذَلِكَ بَعْدَ صَلاةِ العِشاءِ وبَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ؛ لِأنَّ ما بَيْنَ العِشاءِ والصُّبْحِ يَصْحُو فِيهِ السَّكْرانُ عادَةً، وكَذَلِكَ ما بَيْنَ الصُّبْحِ والظُّهْرِ، وهَذا تَدْرِيجٌ مِن عَيْبِها إلى تَحْرِيمِها في بَعْضِ الأوْقاتِ، فَلَمّا اسْتَأْنَسَتْ نُفُوسُهم بِتَحْرِيمِها حَرَّمَها عَلَيْهِمْ تَحْرِيمًا عامًّا جازِمًا بِقَوْلِهِ: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّما الخَمْرُ والمَيْسِرُ والأنْصابُ والأزْلامُ رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطانِ فاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿فَهَلْ أنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: ٩٠ - ٩١] وكَذَلِكَ الصَّوْمُ، فَإنَّهُ لَمّا كانَ الإمْساكُ عَنْ شَهْوَةِ الفَرْجِ والبَطْنِ شاقًّا عَلى النُّفُوسِ، وأرادَ تَعالى تَشْرِيعَهُ شَرَّعَهُ تَدْرِيجًا فَخَيَّرَ أوَّلًا بَيْنَ صَوْمِ اليَوْمِ وإطْعامِ المِسْكِينِ في قَوْلِهِ: ﴿وَعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: ١٨٤] فَلَمّا اسْتَأْنَسَتِ النُّفُوسُ بِهِ في الجُمْلَةِ، أوْجَبَهُ أيْضًا إيجابًا عامًّا جازِمًا بِقَوْلِهِ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ الآيَةَ [البقرة: ١٨٥] وقالَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ: التَّدْرِيجُ في تَشْرِيعِ الصَّوْمِ عَلى ثَلاثَةِ مَراحِلَ كَما قَبْلَهُ قالُوا: أوْجَبَ عَلَيْهِمْ أوَّلًا صَوْمًا خَفِيفًا لا مَشَقَّةَ فِيهِ وهو صَوْمُ يَوْمِ عاشُوراءَ وثَلاثَةٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ثُمَّ لَمّا أرادَ فَرْضَ صَوْمِ رَمَضانَ شَرَّعَهُ تَدْرِيجًا عَلى المَرْحَلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرْناهُما آنِفًا، هَكَذا قالَتْهُ جَماعاتٌ مِن أهْلِ العِلْمِ، ولَهُ اتِّجاهٌ والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى. وقَوْلُهُ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿وَإنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ يُشِيرُ إلى مَعْنَيَيْنِ.
أحَدُهُما: أنَّ فِيهِ الإشارَةَ إلى وعْدِهِ لِلنَّبِيِّ وأصْحابِهِ، بِالنَّصْرِ عَلى أعْدائِهِمْ كَما قالَ قَبْلَهُ قَرِيبًا: ﴿إنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج: ٣٨] .
والمَعْنى الثّانِي: أنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أنْ يَنْصُرَ المُسْلِمِينَ عَلى الكافِرِينَ مِن غَيْرِ قِتالٍ (p-٢٦٥)لِقُدْرَتِهِ عَلى إهْلاكِهِمْ بِما شاءَ، ونُصْرَةِ المُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ بِإهْلاكِهِ إيّاهم، ولَكِنَّهُ شَرَعَ الجِهادَ لِحِكَمٍ مِنها: اخْتِبارُ الصّادِقِ في إيمانِهِ، وغَيْرِ الصّادِقِ فِيهِ، ومِنها تَسْهِيلُ نَيْلِ فَضْلِ الشَّهادَةِ في سَبِيلِ اللَّهِ بِقَتْلِ الكُفّارِ لِشُهَداءِ المُسْلِمِينَ، ولَوْلا ذَلِكَ لَما حَصَّلَ أحَدٌ فَضْلَ الشَّهادَةِ في سَبِيلِ اللَّهِ، كَما أشارَ تَعالى إلى حِكْمَةِ اخْتِبارِ الصّادِقِ في إيمانِهِ وغَيْرِهِ بِالجِهادِ في آياتٍ مِن كِتابِهِ،
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ذَلِكَ ولَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنهم ولَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكم بِبَعْضٍ﴾ [محمد: ٤]
• وكَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلى ما أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكم عَلى الغَيْبِ﴾ الآيَةَ [آل عمران: ١٧٩]
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تُتْرَكُوا ولَمّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنكم ولَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ ولا رَسُولِهِ ولا المُؤْمِنِينَ ولِيجَةً واللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: ١٦]
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنكم ويَعْلَمَ الصّابِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٢]
• وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكم حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكم والصّابِرِينَ ونَبْلُوَ أخْبارَكُمْ﴾ [محمد: ٣١] إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ
• وكَقَوْلِهِ تَعالى في حِكْمَةِ الِابْتِلاءِ المَذْكُورِ، وتَسْهِيلِ الشَّهادَةِ في سَبِيلِهِ: ﴿إنْ يَمْسَسْكم قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وتِلْكَ الأيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ ولِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَتَّخِذَ مِنكم شُهَداءَ واللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ﴾ ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَمْحَقَ الكافِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٠ - ١٤١]
وقَرَأ هَذا الحَرْفَ نافِعٌ، وأبُو عَمْرٍو وعاصِمٌ: ”أُذِنَ“ بِضَمِّ الهَمْزَةِ وكَسْرِ الذّالِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وقَرَأ الباقُونَ: بِفَتْحِ الهَمْزَةِ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ أيْ: أذِنَ اللَّهُ لِلَّذِينِ يُقاتَلُونَ، وقَرَأ نافِعٌ وابْنُ عامِرٍ وحَفْصٌ، عَنْ عاصِمٍ: ”يُقاتَلُونَ“ بِفَتْحِ التّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وقَرَأ الباقُونَ بِكَسْرِ التّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ.
⁕ ⁕ ⁕
* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب):
(p-٣٤٤)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الحَجِّ
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهم ظُلِمُوا﴾ .
هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلى أنَّ قِتالَ الكُفّارِ مَأْذُونٌ فِيهِ لا واجِبٌ، وقَدْ جاءَتْ آياتٌ تَدُلُّ عَلى وُجُوبِهِ كَقَوْلِهِ ﴿فَإذا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الحُرُمُ فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ﴾ الآيَةَ [التوبة: ٥] .
وَقَوْلِهِ: ﴿وَقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كافَّةً﴾ الآيَةَ [التوبة: ٣٦]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
والجَوابُ ظاهِرٌ، وهو أنَّهُ أذِنَ فِيهِ أوَّلًا مِن غَيْرِ إيجابٍ، ثُمَّ أوْجَبَ بَعْدَ ذَلِكَ كَما تَقَدَّمَ في سُورَةِ ”البَقَرَةِ“، ويَدُلُّ لِهَذا ما قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ وعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ ومُقاتِلُ بْنُ حَيّانَ وقَتادَةُ ومُجاهِدٌ والضَّحّاكُ وغَيْرُ واحِدٍ، كَما نَقَلَهُ عَنْهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وغَيْرُهُ مِن أنَّ آيَةَ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ﴾ هي أوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ في الجِهادِ، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
{"ayah":"أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











