الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَجَعَلْنا السَّماءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وهم عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ﴾ . تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ ثَلاثَ مَسائِلَ: الأُولى: أنَّ اللَّهَ - جَلَّ وعَلا - جَعَلَ السَّماءَ سَقْفًا، أيْ: لِأنَّها لِلْأرْضِ كالسَّقْفِ لِلْبَيْتِ. الثّانِيَةُ: أنَّهُ جَعَلَ ذَلِكَ السَّقْفَ مَحْفُوظًا. (p-١٤٤)الثّالِثَةُ: أنَّ الكُفّارَ مُعْرِضُونَ عَمّا فِيها - أيِ السَّماءِ - مِنَ الآياتِ، لا يَتَّعِظُونَ بِهِ، ولا يَتَذَكَّرُونَ. وقَدْ أوْضَحَ هَذِهِ المَسائِلَ الثَّلاثَ في غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ أمّا كَوْنُهُ جَعَلَها سَقْفًا فَقَدْ ذَكَرَهُ في سُورَةِ ”الطُّورِ“ أنَّهُ مَرْفُوعٌ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿والطُّورِ﴾ ﴿وَكِتابٍ مَسْطُورٍ﴾ ﴿فِي رَقٍّ مَنشُورٍ﴾ ﴿والبَيْتِ المَعْمُورِ﴾ ﴿والسَّقْفِ المَرْفُوعِ﴾ [الطور: - ٥] . وَأمّا كَوْنُ ذَلِكَ السَّقْفِ مَحْفُوظًا فَقَدْ بَيَّنَهُ في مَواضِعَ مِن كِتابِهِ، فَبَيَّنَ أنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنَ السُّقُوطِ في قَوْلِهِ: ﴿وَيُمْسِكُ السَّماءَ أنْ تَقَعَ عَلى الأرْضِ إلّا بِإذْنِهِ﴾ [الحج: ٦٥] • وقَوْلِهِ: ﴿وَمِن آياتِهِ أنْ تَقُومَ السَّماءُ والأرْضُ بِأمْرِهِ﴾ [الروم: ٢٥] • وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ والأرْضَ أنْ تَزُولا﴾ [فاطر: ٤١] • وقَوْلِهِ: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأرْضَ ولا يَئُودُهُ حِفْظُهُما وهو العَلِيُّ العَظِيمُ﴾ [البقرة: ٢٥٥] • وقَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكم سَبْعَ طَرائِقَ وما كُنّا عَنِ الخَلْقِ غافِلِينَ﴾ [المؤمنون: ١٧] عَلى قَوْلِ مَن قالَ: وما كُنّا عَنِ الخَلْقِ غافِلِينَ. إذْ لَوْ كُنّا نَغْفُلُ لَسَقَطَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ فَأهْلَكَتْهم. وبَيَّنَ أنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنَ التَّشَقُّقِ والتَّفَطُّرِ، لا يَحْتاجُ إلى تَرْمِيمٍ ولا إصْلاحٍ كَسائِرِ السُّقُوفِ إذا طالَ زَمَنُها، • كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرى مِن فُطُورٍ﴾ [الملك: ٣] • وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أفَلَمْ يَنْظُرُوا إلى السَّماءِ فَوْقَهم كَيْفَ بَنَيْناها وزَيَّنّاها وما لَها مِن فُرُوجٍ﴾ [ق: ٦] أيْ: لَيْسَ فِيها مِن شُقُوقٍ، ولا صُدُوعٍ، وبَيَّنَ أنَّ ذَلِكَ السَّقْفَ المَذْكُورَ مَحْفُوظٌ مِن كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ، • كَقَوْلِهِ: ﴿وَحَفِظْناها مِن كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ﴾ [الحجر: ١٧] وقَدْ بَيَّنّا الآياتِ الدّالَّةَ عَلى حِفْظِها مِن جَمِيعِ الشَّياطِينِ في سُورَةِ ”الحِجْرِ“ . وأمّا كَوْنُ الكُفّارِ مُعْرِضِينَ عَمّا فِيها مِنَ الآياتِ فَقَدْ بَيَّنَهُ في مَواضِعَ مِن كِتابِهِ، • كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَكَأيِّنْ مِن آيَةٍ في السَّماواتِ والأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وهم عَنْها مُعْرِضُونَ﴾ [يوسف: ١٠٥] • وقَوْلِهِ: ﴿وَإنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا﴾ الآيَةَ [القمر: ٢] • وقَوْلِهِ: ﴿إنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ولَوْ جاءَتْهم كُلُّ آيَةٍ﴾ [يونس: ٩٦ - ٩٧] • وقَوْلِهِ: ﴿وَما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: ١٠١] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب