الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وأرِنا مَناسِكَنا وتُبْ عَلَيْنا إنَّكَ أنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ﴾ ﴿رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنهُمْ﴾ لَمْ يُبَيِّنْ هُنا مَن هَذِهِ الأُمَّةُ الَّتِي أجابَ اللَّهُ بِها دُعاءَ نَبِيِّهِ إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ، ولَمْ يُبَيِّنْ هُنا أيْضًا هَذا الرَّسُولَ المَسْؤُولَ بَعَثَهُ فِيهِمْ مَن هو ؟ ولَكِنَّهُ يُبَيِّنُ في سُورَةِ الجُمُعَةِ أنَّ تِلْكَ الأُمَّةَ العَرَبُ، والرَّسُولَ هو سَيِّدُ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ ﷺ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ في الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنهم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ وإنْ كانُوا مِن قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ ﴿وَآخَرِينَ مِنهم لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ [الجمعة: ٢، ٣]؛ لِأنَّ الأُمِّيِّينَ العَرَبُ بِالإجْماعِ، والرَّسُولَ المَذْكُورَ نَبِيُّنا مُحَمَّدٌ ﷺ إجْماعًا، ولَمْ يُبْعَثْ رَسُولٌ مِن ذُرِّيَّةِ إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ إلّا نَبِيُّنا مُحَمَّدٌ ﷺ وحْدَهُ. وَثَبَتَ في الصَّحِيحِ أنَّهُ هو الرَّسُولُ الَّذِي دَعا بِهِ إبْراهِيمُ، ولا يُنافِي ذَلِكَ عُمُومَ رِسالَتِهِ ﷺ إلى الأسْوَدِ والأحْمَرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب