الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكم يُوحى إلَيَّ أنَّما إلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ﴾
، أمَرَ جَلَّ وعَلا نَبِيَّهُ ﷺ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنْ يَقُولَ لِلنّاسِ: ﴿إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [الكهف: ١١٠]، أيْ: لا أقُولُ لَكم إنِّي مَلَكٌ ولا غَيْرُ بِشَرٍ، بَلْ أنا بَشَرٌ مِثْلُكم، أيْ: بَشَرٌ مِن جِنْسِ البَشَرِ، إلّا أنَّ اللَّهَ تَعالى فَضَّلَنِي وخَصَّنِي بِما أوْحى إلَيَّ مِن تَوْحِيدِهِ وشَرْعِهِ، وقَوْلُهُ هُنا ﴿يُوحى إلَيَّ أنَّما إلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ﴾ [الكهف: ١١٠]، أيْ: فَوَحِّدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بِهِ غَيْرَهُ، وهَذا الَّذِي بَيَّنَهُ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ، أوْضَحَهُ في مَواضِعَ أُخَرَ، كَقَوْلِهِ في أوَّلِ ”فُصِّلَتْ“: ﴿قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكم يُوحى إلَيَّ أنَّما إلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ فاسْتَقِيمُوا إلَيْهِ واسْتَغْفِرُوهُ ووَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ ﴿الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم بِالآخِرَةِ هم كافِرُونَ﴾ [فصلت: ٧ - ٨]، وقَوْلِـهِ تَعالى: ﴿قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلّا بَشَرًا رَسُولًا﴾ [الإسراء: ٩٣]، وقَوْلِـهِ: ﴿قُلْ لا أقُولُ لَكم عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ ولا أعْلَمُ الغَيْبَ ولا أقُولُ لَكم إنِّي مَلَكٌ إنْ أتَّبِعُ إلّا ما يُوحى إلَيَّ﴾ الآيَةَ [الأنعام: ٥٠]، (p-٣٥٦)وَهَذا الَّذِي أمَرَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ ﷺ في هَذِهِ الآيَةِ مِن أنَّهُ يَقُولُ لِلنّاسِ أنَّهُ بَشَرٌ، ولَكِنَّ اللَّهَ فَضَّلَهُ عَلى غَيْرِهِ بِما أوْحى إلَيْهِ مِن وحْيِهِ جاءَ مِثْلُهُ عَنِ الرُّسُلِ غَيْرِهِ صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِمْ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿قالَتْ لَهم رُسُلُهم إنْ نَحْنُ إلّا بَشَرٌ مِثْلُكم ولَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ﴾ الآيَةَ [إبراهيم: ١١]، فَكَوْنُ الرُّسُلِ مِثْلَ البَشَرِ مِن حَيْثُ إنَّ أصْلَ الجَمِيعِ وعُنْصُرَهم واحِدٌ، وأنَّهم تَجْرِي عَلى جَمِيعِهِمُ الأعْراضُ البَشَرِيَّةُ لا يُنافِي تَفْضِيلَهم عَلى سائِرِ البَشَرِ بِما خَصَّهُمُ اللَّهُ بِهِ مِن وحْيِهِ واصْطِفائِهِ وتَفْضِيلِهِ كَما هو ضَرُورِيٌّ.
وَقالَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ: مَعْنى هَذِهِ الآيَةِ قُلْ يا مُحَمَّدُ لِلْمُشْرِكِينَ: ﴿إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾، فَمَن زَعَمَ مِنكم أنِّي كاذِبٌ فَلْيَأْتِ بِمِثْلِ ما جِئْتُ بِهِ، فَإنَّنِي لا أعْلَمَ الغَيْبَ فِيما أخْبَرْتُكم بِهِ عَمّا سَألْتُمْ عَنْهُ مِن أخْبارِ الماضِينَ كَقِصَّةِ أصْحابِ الكَهْفِ، وخَبَرِ ذِي القَرْنَيْنِ، وهَذا لَهُ اتِّجاهٌ واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾ .
قَوْلُهُ في هَذِهِ الآيَةِ: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾ [الكهف: ١١٠]، يَشْمَلُ كَوْنَهُ يَأْمُلُ ثَوابَهُ، ورُؤْيَةَ وجْهِهِ الكَرِيمِ يَوْمَ القِيامَةِ، وكَوْنَهُ يَخْشى عِقابَهُ، أيْ: فَمَن كانَ راجِيًا مِن رَبِّهِ يَوْمَ يَلْقاهُ الثَّوابَ الجَزِيلَ والسَّلامَةَ مِنَ الشَّرِّ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا.
وَقَدْ قَدَّمْنا إيضاحَ العَمَلِ الصّالِحِ وغَيْرِ الصّالِحِ في أوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ الكَرِيمَةِ وغَيْرِها، فَأغْنى عَنْ إعادَتِهِ هُنا.
وَقَوْلُـهُ: ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾، قالَ جَماعَةٌ مِن أهْلِ العِلْمِ، أيْ: لا يُرائِي النّاسَ في عَمَلِهِ؛ لِأنَّ العَمَلَ بِعِبادَةِ اللَّهِ لِأجْلِ رِياءِ النّاسِ مِن نَوْعِ الشِّرْكِ، كَما هو مَعْرُوفٌ عِنْدَ العُلَماءِ أنَّ الرِّياءَ مِن أنْواعِ الشِّرْكِ، وقَدْ جاءَتْ في ذَلِكَ أحادِيثُ مَرْفُوعَةٌ، وقَدْ ساقَ طَرَفَها ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ، والتَّحْقِيقُ أنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]، أعَمُّ مِنَ الرِّياءِ وغَيْرِهِ، أيْ: لا يَعْبُدُ رَبَّهُ رِياءً وسُمْعَةً، ولا يَصْرِفُ شَيْئًا مِن حُقُوقِ خالِقِهِ لِأحَدٍ مِن خَلْقِهِ؛ لِأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ الآيَةَ [النساء: ٤٨]، في المَوْضِعَيْنِ، ويَقُولُ: ﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ في مَكانٍ سَحِيقٍ﴾ [الحج: ٣١]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
وَيُفْهَمُ مِن مَفْهُومِ مُخالَفَةِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: أنَّ الَّذِي يُشْرِكُ أحَدًا بِعِبادَةِ رَبِّهِ، ولا يَعْمَلُ صالِحًا أنَّهُ لا يَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ، والَّذِي لا يَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ لا خَيْرَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيامَةِ.
وَهَذا المَفْهُومُ جاءَ مُبَيَّنًا في مَواضِعَ أُخَرَ، كَقَوْلِهِ تَعالى فِيما مَضى قَرِيبًا: (p-٣٥٧)﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ ولِقائِهِ فَحَبِطَتْ أعْمالُهم فَلا نُقِيمُ لَهم يَوْمَ القِيامَةِ وزْنًا﴾ ﴿ذَلِكَ جَزاؤُهم جَهَنَّمُ﴾ الآيَةَ [الكهف: ١٠٥ - ١٠٦]؛ لِأنَّ مَن كَفَرَ بِلِقاءِ اللَّهِ لا يَرْجُو لِقاءَهُ، وقَوْلِهِ في ”العَنْكَبُوتِ“ ﴿والَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ ولِقائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِن رَحْمَتِي﴾ [العنكبوت: ٢٣]، وقَوْلِـهِ في ”الأعْرافِ“: ﴿والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ولِقاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أعْمالُهم هَلْ يُجْزَوْنَ إلّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: ١٤٧]، وقَوْلِـهِ في ”الأنْعامِ“: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتّى إذا جاءَتْهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا ياحَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها﴾ [الأنعام: ٣١]، وقَوْلِـهِ تَعالى في ”يُونُسَ“: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وما كانُوا مُهْتَدِينَ﴾ [يونس: ٤٥]، وقَوْلِـهِ في ”الفُرْقانِ“: ﴿وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنا المَلائِكَةُ أوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا في أنْفُسِهِمْ وعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٢١]، وقَوْلِـهِ في ”الرُّومِ“: ﴿وَأمّا الَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِآياتِنا ولِقاءِ الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ في العَذابِ مُحْضَرُونَ﴾ [الروم: ١٦]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
* * *
* تَنْبِيهٌ
اعْلَمْ أنَّ الرَّجاءَ كَقَوْلِهِ هُنا ﴿يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾ [الكهف: ١١٠]، يُسْتَعْمَلُ في رَجاءِ الخَيْرِ، ويُسْتَعْمَلُ في الخَوْفِ أيْضًا، واسْتِعْمالُهُ في رَجاءِ الخَيْرِ مَشْهُورٌ، ومِنِ اسْتِعْمالِ الرَّجاءِ في الخَوْفِ قَوْلُ أبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ:
؎إذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يُرْجَ لَسْعُها وحالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ عَواسِلُ
فَقَوْلُهُ ”لَمْ يُرْجَ لَسْعُها“ أيْ: لَمْ يُخَفْ لَسْعُها، ويُرْوى حالَفَها بِالحاءِ والخاءِ، ويُرْوى عَواسِلُ بِالسِّينِ، وعَوامِلُ بِالمِيمِ.
فَإذا عَلِمْتَ أنَّ الرَّجاءَ يُطْلَقُ عَلى كِلا الأمْرَيْنِ المَذْكُورَيْنِ فاعْلَمْ أنَّهُما مُتَلازِمانِ، فَمَن كانَ يَرْجُو ما عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الخَيْرِ فَهو يَخافُ ما لَدَيْهِ مِنَ الشَّرِّ كالعَكْسِ، واخْتَلَفَ العُلَماءُ في سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ.
أعْنِي قَوْلَهُ تَعالى: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا﴾ الآيَةَ [الكهف: ١١٠]، فَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّها نَزَلَتْ في جُنْدُبِ بْنِ زُهَيْرٍ الأزْدِيِّ الغامِدِيِّ، قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّنِي أعْمَلُ العَمَلَ لِلَّهِ تَعالى وأُرِيدُ وجْهَ اللَّهِ تَعالى، إلّا أنَّهُ إذا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سَرَّنِي ؟ فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ ولا يَقْبَلُ إلّا الطَّيِّبَ، ولا يَقْبَلُ ما شُورِكَ فِيهِ» فَنَزَلَتِ الآيَةُ، وذَكَرَهُ القُرْطُبِيُّ في تَفْسِيرِهِ، وذَكَرَ ابْنُ حَجَرٍ في الإصابَةِ: أنَّهُ مِن رِوايَةِ ابْنِ الكَلْبِيِّ في التَّفْسِيرِ عَنْ أبِي صالِحٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وضَعْفُ هَذا السَّنَدِ مَشْهُورٌ، (p-٣٥٨)وَعَنْ طاوُسٍ أنَّهُ قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنِّي أُحِبُّ الجِهادَ في سَبِيلِ اللَّهِ تَعالى، وأُحِبُّ أنْ يُرى مَكانِي، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، وعَنْ مُجاهِدٍ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أتَصَدَّقُ وأصِلُ الرَّحِمَ، ولا أصْنَعُ ذَلِكَ إلّا لِلَّهِ تَعالى، فَيُذْكَرُ ذَلِكَ مِنِّي، وأُحْمَدُ عَلَيْهِ فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ، وأُعْجَبُ بِهِ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ولَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾» [الكهف: ١١٠]، انْتَهى مِن تَفْسِيرِ القُرْطُبِيِّ.
وَمَعْلُومٌ أنَّ مَن قَصَدَ بِعَمَلِهِ وجْهَ اللَّهِ فَعَلَهُ لِلَّهِ ولَوْ سَرَّهُ اطِّلاعُ النّاسِ عَلى ذَلِكَ، ولا سِيَّما إنْ كانَ سُرُورُهُ بِذَلِكَ لِأجْلِ أنْ يَقْتَدُوا بِهِ فِيهِ، ومَن قاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيا فَهو في سَبِيلِ اللَّهِ، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
وَقالَ صاحِبُ الدُّرِّ المَنثُورِ: أخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في المُشْرِكِينَ الَّذِينَ عَبَدُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا غَيْرَهُ، ولَيْسَتْ هَذِهِ في المُؤْمِنِينَ، وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وابْنُ أبِي الدُّنْيا في الإخْلاصِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ عَنْ طاوُسٍ قالَ: «قالَ رَجُلٌ: يا نَبِيَّ اللَّهِ إنِّي أقِفُ مَواقِفَ أبْتَغِي وجْهَ اللَّهِ، وأُحِبُّ أنَّ يُرى مَوْطِنِي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا حَتّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾»، وأخْرَجَهُ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ مَوْصُولًا عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: كانَ مِنَ المُسْلِمِينَ مَن يُقاتِلُ وهو يُحِبُّ أنْ يُرى مَكانُهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾، وأخْرَجَ ابْنُ مِندَهْ وأبُو نُعَيْمٍ في الصَّحابَةِ، وابْنُ عَساكِرَ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ الصَّغِيرِ، عَنِ الكَلْبِيِّ، عَنْ أبِي صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَ جُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ إذا صَلّى أوْ صامَ أوْ تَصَدَّقَ فَذُكِرَ بِخَيْرٍ ارْتاحَ لَهُ، فَزادَ في ذَلِكَ لِمَقالَةِ النّاسِ فَلامَهُ اللَّهُ، فَنَزَلَ في ذَلِكَ: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾، وأخْرَجَ هَنّادٌ في الزُّهْدِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أتَصَدَّقُ بِالصَّدَقَةِ وألْتَمِسُ بِها ما عِنْدَ اللَّهِ، وأُحِبُّ أنْ يُقالَ لِي خَيْرٌ، فَنَزَلَتْ: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾» ا هـ، مِنَ ”الدُّرِّ المَنثُورِ في التَّفْسِيرِ بِالمَأْثُورِ“ والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
{"ayah":"قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ أَنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۖ فَمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ رَبِّهِۦ فَلۡیَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا وَلَا یُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق