الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَتْ لَهم جَنّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ ، ذَكَرَ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّ الأعْمالَ الصّالِحَةَ والإيمانَ سَبَبٌ في نَيْلِ جَنّاتِ الفِرْدَوْسِ، والآياتُ المُوَضِّحَةُ لِكَوْنِ العَمَلِ الصّالِحِ سَبَبًا في دُخُولِ الجَنَّةِ كَثِيرَةٌ جِدًّا، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أنَّ لَهم أجْرًا حَسَنًا﴾ ﴿ماكِثِينَ فِيهِ أبَدًا﴾ [الكهف: ٢ - ٣]، وقَوْلِـهِ: ﴿وَنُودُوا أنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: ٤٣]، أيْ: بِسَبَبِهِ، وقَوْلِـهِ تَعالى: ﴿وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: ٧٢]، وقَوْلِـهِ تَعالى: ﴿إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ ولا يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾ ﴿جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وعَدَ الرَّحْمَنُ عِبادَهُ بِالغَيْبِ﴾ الآيَةَ [مريم: ٦٠ - ٦١]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ. * تَنْبِيهٌ فَإنْ قِيلَ هَذِهِ الِآياتُ فِيها الدَّلالَةُ عَلى أنَّ طاعَةَ اللَّهِ بِالإيمانِ والعَمَلِ الصّالِحِ سَبَبٌ في دُخُولِ الجَنَّةِ، وقَوْلُهُ ﷺ: «لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكم عَمَلُهُ الجَنَّةَ ”قالُوا: ولا أنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قالَ:“ ولا أنا إلّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنهُ وفَضْلٍ»، يَرِدُ بِسَبَبِهِ إشْكالٌ عَلى ذَلِكَ. فالجَوابُ: أنَّ العَمَلَ لا يَكُونُ سَبَبًا لِدُخُولِ الجَنَّةِ إلّا إذا تَقَبَّلَهُ اللَّهُ تَعالى، وتَقَبُّلُهُ لَهُ فَضْلٌ مِنهُ، فالفِعْلُ الَّذِي هو سَبَبٌ لِدُخُولِ الجَنَّةِ هو الَّذِي تَقَبَّلَهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ، وغَيْرُهُ مِنَ الأعْمالِ لا يَكُونُ سَبَبًا لِدُخُولِ الجَنَّةِ، ولِلْجَمْعِ بَيْنَ الحَدِيثِ والآياتِ المَذْكُورَةِ أوْجُهٌ أُخَرُ، هَذا أظْهَرُها عِنْدِي، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى. وَقَدْ قَدَّمْنا أنْ ”النُّزُلَ“، هو ما يُهَيَّأُ مِنَ الإكْرامِ لِلضَّيْفِ أوِ القادِمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب