الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَكُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ ونُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنشُورًا﴾ ﴿اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ .
فِي قَوْلِهِ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿وَكُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائِرَهُ﴾ [الإسراء: ١٣]، وجْهانِ مَعْرُوفانِ مِنَ التَّفْسِيرِ:
الأوَّلُ: أنَّ المُرادَ بِالطّائِرِ: العَمَلُ، مِن قَوْلِهِمْ: طارَ لَهُ سَهْمٌ إذا خَرَجَ لَهُ، أيْ: ألْزَمْناهُ ما طارَ لَهُ مِن عَمَلِهِ.
الثّانِي: أنَّ المُرادَ بِالطّائِرِ ما سَبَقَ لَهُ في عِلْمِ اللَّهِ مِن شَقاوَةٍ أوْ سَعادَةٍ، والقَوْلانِ مُتَلازِمانِ؛ لِأنَّ ما يَطِيرُ لَهُ مِنَ العَمَلِ هو سَبَبُ ما يَئُولُ إلَيْهِ مِنَ الشَّقاوَةِ أوِ السَّعادَةِ.
فَإذا عَرَفْتَ الوَجْهَيْنِ المَذْكُورَيْنِ فاعْلَمْ: أنّا قَدَّمْنا في تَرْجَمَةِ هَذا الكِتابِ المُبارَكِ أنَّ الآيَةَ قَدْ يَكُونُ فِيها لِلْعُلَماءِ قَوْلانِ أوْ أقْوالٌ، وكُلُّها حَقٌّ، ويَشْهَدُ لَهُ قُرْآنُ، فَنَذْكُرُ جَمِيعَ الأقْوالِ وأدِلَّتَها مِنَ القُرْآنِ، لِأنَّها كُلَّها حَقٌّ، والوَجْهانِ المَذْكُورانِ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ كِلاهُما يَشْهَدُ لَهُ قُرْآنٌ.
أمّا عَلى القَوْلِ الأوَّلِ بِأنَّ المُرادَ بِطائِرِهِ عَمَلُهُ، فالآياتُ الدّالَّةُ عَلى أنَّ عَمَلَ الإنْسانِ لازِمٌ لَهُ كَثِيرَةٌ جِدًّا؛
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿لَيْسَ بِأمانِيِّكم ولا أمانِيِّ أهْلِ الكِتابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ الآيَةَ [النساء: ١٢٣]،
• وقَوْلِهِ: ﴿إنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التحريم: ٧]، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿ياأيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ﴾ [الإنشقاق: ٦]،
• وقَوْلِهِ: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ ومَن أساءَ فَعَلَيْها﴾ [فصلت: ٤٦]،
• وقَوْلِهِ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧، ٨]
والآياتُ بِمِثْلِ هَذا كَثِيرَةٌ جِدًّا.
وَأمّا عَلى القَوْلِ بِأنَّ المُرادَ بِطائِرِهِ نَصِيبُهُ الَّذِي طارَ لَهُ في الأزَلِ مِنَ الشَّقاوَةِ أوِ السَّعادَةِ، فالآياتُ الدّالَّةُ عَلى ذَلِكَ أيْضًا كَثِيرَةٌ؛
• كَقَوْلِهِ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكم فَمِنكم كافِرٌ ومِنكم مُؤْمِنٌ﴾ [التغابن: ٢]،
• وقَوْلِهِ: ﴿فَرِيقًا هَدى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ﴾ [الأعراف: ٣٠]،
• وقَوْلِهِ: ﴿فَرِيقٌ في الجَنَّةِ وفَرِيقٌ في السَّعِيرِ﴾ [الشورى: ٧]،
إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
وَقَوْلُهُ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: في عُنُقِهِ [الإسراء: ١٣]؛ أيْ: جَعَلْنا عَمَلَهُ، أوْ ما سَبَقَ لَهُ مِن شَقاوَةٍ في عُنُقِهِ، أيْ: لازِمًا لَهُ لُزُومَ القِلادَةِ أوِ الغِلِّ لا يَنْفَكُّ عَنْهُ، ومِنهُ قَوْلُ العَرَبِ: تَقَلَّدَها طَوْقَ الحَمامَةِ، وقَوْلُهم: المَوْتُ في الرِّقابِ، وهَذا الأمْرُ رِبْقَةٌ في رَقَبَتِهِ، (p-٦١)وَمِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ:
؎اذْهَبْ بِها اذْهَبْ بِها طَوَّقْتَها طَوْقَ الحَمامَةِ
فالمَعْنى في ذَلِكَ كُلِّهِ: اللُّزُومُ وعَدَمُ الِانْفِكاكِ.
وَقَوْلُهُ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنشُورًا﴾ [الإسراء: ١٣]، ذَكَرَ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: أنَّ ذَلِكَ العَمَلَ الَّذِي ألْزَمَ الإنْسانَ إيّاهُ يُخْرِجُهُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ في كِتابٍ يَلْقاهُ مَنشُورًا، أيْ مَفْتُوحًا يَقْرَؤُهُ هو وغَيْرُهُ.
وَبَيَّنَ أشْياءَ مِن صِفاتِ هَذا الكِتابِ الَّذِي يَلْقاهُ مَنشُورًا في آياتٍ أُخَرَ، فَبَيَّنَ أنَّ مِن صِفاتِهِ: أنَّ المُجْرِمِينَ مُشْفِقُونَ؛ أيْ خائِفُونَ مِمّا فِيهِ، وأنَّهُ لا يَتْرُكُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إلّا أحْصاها، وأنَّهم يَجِدُونَ فِيهِ جَمِيعَ ما عَمِلُوا حاضِرًا لَيْسَ مِنهُ شَيْءٌ غائِبًا، وأنَّ اللَّهَ جَلَّ وعَلا لا يَظْلِمُهم في الجَزاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا، وذَلِكَ في قَوْلِهِ جَلَّ وعَلا: ﴿وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ ويَقُولُونَ ياوَيْلَتَنا مالِ هَذا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إلّا أحْصاها ووَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِرًا ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحَدًا﴾ [الكهف: ٤٩] .
وَبَيَّنَ في مَوْضِعٍ آخَرَ: أنَّ بَعْضَ النّاسِ يُؤْتى هَذا الكُتّابُ بِيَمِينِهِ - جَعَلَنا اللَّهُ وإخْوانِنا المُسْلِمِينَ مِنهم - وأنَّ مَن أُوتِيَهُ بِيَمِينِهِ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا، ويَرْجِعُ إلى أهْلِهِ مَسْرُورًا، وأنَّهُ في عِيشَةٍ راضِيَةٍ، في جَنَّةٍ عالِيَةٍ، قُطُوفُها دانِيَةٌ، قالَ تَعالى: ﴿فَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ ﴿فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا﴾ ﴿وَيَنْقَلِبُ إلى أهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الإنشقاق: ٧ - ٩]، وقالَ تَعالى: ﴿فَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ ﴿فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ﴾ ﴿إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ﴾ ﴿فَهُوَ في عِيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ ﴿فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ﴾ ﴿قُطُوفُها دانِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٩ - ٢٣] .
وَبَيَّنَ في مَوْضِعٍ آخَرَ: أنَّ مَن أُوتِيَهُ بِشَمالِهِ يَتَمَنّى أنَّهُ لَمْ يُؤْتَهُ، وأنَّهُ يُؤْمَرُ بِهِ فَيَصْلى الجَحِيمَ، ويُسْلَكُ في سِلْسِلَةٍ مِن سَلاسِلِ النّارِ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعًا، وذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿وَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ﴾ ﴿وَلَمْ أدْرِ ما حِسابِيَهْ﴾ ﴿يالَيْتَها كانَتِ القاضِيَةَ﴾ ﴿ما أغْنى عَنِّي مالِيَهْ﴾ ﴿هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ﴾ ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾ ﴿ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ ﴿ثُمَّ في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعًا فاسْلُكُوهُ﴾ [الحاقة: ٢٥ - ٣٢] (p-٦٢)أعاذَنا اللَّهُ وإخْوانَنا المُسْلِمِينَ مِنَ النّارِ، ومِمّا قَرَّبَ إلَيْها مِن قَوْلٍ وعَمَلٍ.
وَبَيَّنَ في مَوْضِعٍ آخَرَ: أنَّ مَن أُوتِيَ كِتابَهُ وراءَ ظَهْرِهِ يَصْلى السَّعِيرَ، ويَدْعُو الثُّبُورَ. وذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿وَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ وراءَ ظَهْرِهِ﴾ ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا﴾ ﴿وَيَصْلى سَعِيرًا﴾ [الإنشقاق: ١٠ - ١٢]، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: ١٤]، يَعْنِي أنَّ نَفْسَهُ تَعْلَمُ أنَّهُ لَمْ يَظْلِمْ، ولَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ إلّا ما عَمِلَ؛ لِأنَّهُ في ذَلِكَ الوَقْتِ يَتَذَكَّرُ كُلَّ ما عَمِلَ في الدُّنْيا مِن أوَّلِ عُمْرِهِ إلى آخِرِهِ، كَما قالَ تَعالى: ﴿يُنَبَّأُ الإنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وأخَّرَ﴾ [القيامة: ١٣] .
وَقَدْ بَيَّنَ تَعالى في مَواضِعَ أُخَرَ: أنَّهُ إنْ أنْكَرَ شَيْئًا مِن عَمَلِهِ شَهِدَتْ عَلَيْهِ جَوارِحُهُ؛
• كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أفْواهِهِمْ وتُكَلِّمُنا أيْدِيهِمْ وتَشْهَدُ أرْجُلُهم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يس: ٦٥]،
• وقَوْلِهِ: ﴿وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِي أنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهو خَلَقَكم أوَّلَ مَرَّةٍ وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ﴿وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أنْ يَشْهَدَ عَلَيْكم سَمْعُكم ولا أبْصارُكم ولا جُلُودُكم ولَكِنْ ظَنَنْتُمْ أنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمّا تَعْمَلُونَ﴾ ﴿وَذَلِكم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكم أرْداكم فَأصْبَحْتُمْ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ [فصلت: ٢٣]،
• وقَوْلِهِ جَلَّ وعَلا: ﴿بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ ﴿وَلَوْ ألْقى مَعاذِيرَهُ﴾ [القيامة: ١٤ - ١٥]،
وسَيَأْتِي إنْ شاءَ اللَّهُ لِهَذا زِيادَةُ إيضاحٍ في سُورَةِ القِيامَةِ.
* * *
* تَنْبِيهٌ
لَفْظَةُ ”كَفى“ تُسْتَعْمَلُ في القُرْآنِ واللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ اسْتِعْمالَيْنِ:
تُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيَةً، وهي تَتَعَدّى غالِبًا إلى مَفْعُولَيْنِ، وفاعِلُ هَذِهِ المُتَعَدِّيَةِ لا يَجُرُّ بِالباءِ، كَقَوْلِهِ: ﴿وَكَفى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتالَ﴾ [الأحزاب: ٢٥]، وكَقَوْلِهِ: ﴿ألَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ﴾ الآيَةَ [الزمر: ٣٦]، وقَوْلِهِ: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾ الآيَةَ [البقرة: ١٣٧]، ونَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
وَتَسْتَعْمِلُ لازِمَةً، ويَطَّرِدُ جَرُّ فاعِلِها بِالباءِ المَزِيدَةِ لِتَوْكِيدِ الكِفايَةِ كَقَوْلِهِ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ ﴿كَفى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: ١٤]، وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَكَفى بِاللَّهِ وكِيلًا﴾، وقَوْلِهِ: ﴿وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ ونَحْوِ ذَلِكَ.
وَيَكْثُرُ إتْيانُ التَّمْيِيزِ بَعْدَ فاعِلِها المَجْرُورِ بِالباءِ، وزَعَمَ بَعْضُ عُلَماءِ العَرَبِيَّةِ: أنَّ (p-٦٣)جَرَّ فاعِلِها بِالباءِ لازِمٌ، والحَقُّ أنَّهُ يَجُوزُ عَدَمُ جَرِّهِ بِها، ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ:
؎عَمِيرَةُ ودَّعَ إنْ تَجَهَّزْتَ غادِيًا كَفى الشَّيْبُ والإسْلامُ لِلْمَرْءِ ناهِيًا
وَقَوْلُ الآخَرِ:
؎وَيُخْبِرُنِي عَنْ غائِبِ المَرْءِ هَدْيُهُ ∗∗∗ كَفى الهَدْيُ عَمّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرًا
وَعَلى قِراءَةِ مَن قَرَأ: يَلْقاهُ؛ بِضَمِّ الياءِ وتَشْدِيدِ القافِ مَبْنِيًا لِلْمَفْعُولِ، فالمَعْنى: أنَّ اللَّهَ يُلْقِيهِ ذَلِكَ الكِتابَ يَوْمَ القِيامَةِ، فَحَذَفَ الفاعِلَ فَبَنِي الفِعْلَ لِلْمَفْعُولِ.
وَقِراءَةُ مِن قَرَأ: يَخْرُجُ - بِفَتْحِ الياءِ وضَمِّ الرّاءِ مُضارِعٌ خَرَجَ مَبْنِيًا لِلْفاعِلِ، فالفاعِلُ ضَمِيرٌ يَعُودُ إلى الطّائِرِ بِمَعْنى العَمَلِ، وقَوْلُهُ كِتابًا حالٌ مِن ضَمِيرِ الفاعِلِ، أيْ ويَوْمَ القِيامَةِ يَخْرُجُ هو، أيِ العَمَلُ المُعَبَّرُ عَنْهُ بِالطّائِرِ في حالِ كَوْنِهِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنشُورًا. وكَذَلِكَ عَلى قِراءَةِ يُخْرَجُ - بِضَمِّ الياءِ وفَتْحِ الرّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ - فالضَمِيرُ النّائِبُ عَنِ الفاعِلِ راجِعٌ أيْضًا إلى الطّائِرِ الَّذِي هو العَمَلُ، أيْ يَخْرُجُ لَهُ هو، أيْ طائِرُهُ بِمَعْنى عَمَلِهِ، في حالِ كَوْنِهِ كِتابًا.
وَعَلى قِراءَةِ ”يَخْرِجُ“ بِضَمِّ الياءِ وكَسْرِ الرّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفاعِلِ، فالفاعِلُ ضَمِيرٌ يَعُودُ إلى اللَّهِ تَعالى، وقَوْلُهُ كِتابًا مَفْعُولٌ بِهِ، أيْ: ويَوْمَ القِيامَةِ يُخْرِجُ هو، أيِ اللَّهُ لَهُ كِتابًا يَلْقاهُ مَنشُورًا.
وَعَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ مِنهُمُ السَّبْعَةُ: فالنُّونُ في نُخْرِجُ نُونُ العَظَمَةِ لِمُطابَقَةِ قَوْلِهِ: ألْزَمْناهُ و كِتابًا مَفْعُولٌ بِهِ لِنَخْرُجَ كَما هو واضِحٌ، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
{"ayah":"وَكُلَّ إِنسَـٰنٍ أَلۡزَمۡنَـٰهُ طَـٰۤىِٕرَهُۥ فِی عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ كِتَـٰبࣰا یَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق