الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَألْقَوْا إلى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وضَلَّ عَنْهم مّا كانُوا يَفْتَرُونَ﴾، إلْقاؤُهم إلى اللَّهِ السَّلَّمَ: هو انْقِيادُهم لَهُ، وخُضُوعُهم؛ حَيْثُ لا يَنْفَعُهم ذَلِكَ كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ: ﴿فَألْقَوُا السَّلَمَ ما كُنّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ﴾ [النحل: ٢٨]، والآياتُ الدّالَّةُ عَلى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ﴾ [الصافات: ٢٦]، وقَوْلِهِ: ﴿وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ﴾ [طه: ١١١]، ونَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ. وقَدْ قَدَّمْنا طَرَفًا مِن ذَلِكَ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ: ﴿فَألْقَوُا السَّلَمَ ما كُنّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ﴾ [النحل: ٢٨] . وَقَوْلِهِ: ﴿وَضَلَّ عَنْهم ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [النحل: ٨٧]، أيْ: غابَ عَنْهم واضْمَحَلَّ ما كانُوا يَفْتَرُونَهُ. مِن أنَّ شُرَكاءَهم تَشْفَعُ لَهم وتُقَرِّبُهم إلى اللَّهِ زُلْفى؛ كَما قالَ تَعالى: ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ﴾ . . . الآيَةَ [يونس: ١٨]، وكَقَوْلِهِ: ﴿ما نَعْبُدُهم إلّا لِيُقَرِّبُونا إلى اللَّهِ زُلْفى﴾، وضَلالُ ذَلِكَ عَنْهم مَذْكُورٌ في آياتٍ كَثِيرَةٍ؛ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَرُدُّوا إلى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ وضَلَّ عَنْهم ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [يونس: ٣٠]، وقَوْلِهِ: ﴿فَعَلِمُوا أنَّ الحَقَّ لِلَّهِ وضَلَّ عَنْهم ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [القصص: ٧٥]، وقَدْ قَدَّمْنا مَعانِيَ الضَّلالِ في القُرْآنِ وفي اللُّغَةِ بِشَواهِدِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب