الباحث القرآني

(p-٤٦٥)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ثُمَّ أوْحَيْنا إلَيْكَ أنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ﴾ ذَكَرَ اللَّهُ - جَلَّ وعَلا - في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: أنَّهُ أوْحى إلى نَبِيِّنا ﷺ الأمْرَ بِاتِّباعِ مِلَّةِ إبْراهِيمَ حَنِيفًا وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ. وَبَيَّنَ هَذا أيْضًا في غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ؛ • كَقَوْلِهِ: ﴿قُلْ إنَّنِي هَدانِي رَبِّي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ١٦١]، • وقَوْلِهِ: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكم وافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ - إلى قَوْلِهِ - ﴿مِلَّةَ أبِيكم إبْراهِيمَ﴾ الآيَةَ [الحج: ٧٧ - ٧٨] • وقَوْلِهِ: ﴿قَدْ كانَتْ لَكم أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إبْراهِيمَ﴾ الآيَةَ [الممتحنة: ٤]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ. والمِلَّةُ: الشَّرِيعَةُ. والحَنِيفُ: المائِلُ عَنْ كُلِّ دِينٍ باطِلٍ إلى دِينِ الحَقِّ. وأصْلُهُ مِنَ الحَنَفِ: وهو اعْوِجاجُ الرِّجْلَيْنِ؛ يُقالُ: بِرِجْلِهِ حَنَفٌ، أيِ: اعْوِجاجٌ. ومِنهُ قَوْلُ أُمِّ الأحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ تُرَقِّصُهُ وهو صَبِيٌّ: واللَّهِ لَوْلا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ما كانَ في فِتْيانِكم مِن مِثْلِهِ. وَقَوْلُهُ: حَنِيفًا حالٌ مِنَ المُضافِ إلَيْهِ؛ عَلى حَدِّ قَوْلِ ابْنِ مالِكٍ في الخُلاصَةِ: ما كانَ جُزْءُ ما لَهُ أُضِيفا أوْ مِثْلَ جُزْئِهِ فَلا تَحِيفا. لِأنَّ المُضافَ هُنا وهو مِلَّةُ، كالجُزْءِ مِنَ المُضافِ إلَيْهِ، وهو: إبْراهِيمَ؛ لِأنَّهُ لَوْ حُذِفَ لَبَقِيَ المَعْنى تامًّا؛ لِأنَّ قَوْلَنا: أنِ اتَّبِعْ إبْراهِيمَ، كَلامٌ تامُّ المَعْنى كَما هو ظاهِرٌ، وهَذا هو مُرادُهُ بِكَوْنِهِ مِثْلَ جُزْئِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب