الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قالُوا إنّا أُرْسِلْنا إلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾ ﴿إلّا آلَ لُوطٍ﴾ .
أشارَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ إلى أنَّ المُرادَ بِهَؤُلاءِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ قَوْمُ لُوطٍ الَّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ فَكَذَّبُوهُ، ووَجْهُ إشارَتِهِ تَعالى لِذَلِكَ اسْتِثْناءُ لُوطٍ وأهْلِهِ غَيْرَ امْرَأتِهِ في قَوْلِهِ: ﴿إلّا آلَ لُوطٍ إنّا لَمُنَجُّوهم أجْمَعِينَ إلا امْرَأتَهُ﴾ الآيَةَ [الحجر: ٥٩ - ٦٠] وصَرَّحَ بِأنَّهم قَوْمُ لُوطٍ
• بِقَوْلِهِ في هُودٍ في القِصَّةِ بِعَيْنِها: ﴿قالُوا لا تَخَفْ إنّا أُرْسِلْنا إلى قَوْمِ لُوطٍ﴾ الآيَةَ [هود: ٧٠] وصَرَّحَ في الذّارِياتِ بِأنَّهم أُرْسِلُوا إلى هَؤُلاءِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ لِيُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِن طِينٍ في قَوْلِهِ: ﴿قالُوا إنّا أُرْسِلْنا إلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾ ﴿لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِن طِينٍ﴾ [الذاريات: ٣٢ - ٣٣] وصَرَّحَ في العَنْكَبُوتِ أنَّهم قالُوا إنَّهم مُهْلِكُوهم بِسَبَبِ ظُلْمِهِمْ، ومُنْزِلُونَ عَلَيْهِمْ (p-٢٨٤)رِجْزًا مِنَ السَّماءِ بِسَبَبِ فِسْقِهِمْ وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَلَمّا جاءَتْ رُسُلُنا إبْراهِيمَ بِالبُشْرى قالُوا إنّا مُهْلِكُو أهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ إنَّ أهْلَها كانُوا ظالِمِينَ﴾ ﴿قالَ إنَّ فِيها لُوطًا قالُوا نَحْنُ أعْلَمُ بِمَن فِيها﴾ الآيَةَ [العنكبوت: ٣١ - ٣٢]،
• وقَوْلِهِ: ﴿وَقالُوا لا تَخَفْ ولا تَحْزَنْ إنّا مُنَجُّوكَ وأهْلَكَ إلّا امْرَأتَكَ كانَتْ مِنَ الغابِرِينَ﴾ ﴿إنّا مُنْزِلُونَ عَلى أهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [العنكبوت: ٣٣ - ٣٤]
• وقَوْلِهِ: ﴿إلّا آلَ لُوطٍ إنّا لَمُنَجُّوهم أجْمَعِينَ﴾ [الحجر: ٥٩] بَيَّنَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّهُ اسْتَثْنى آلَ لُوطٍ مِن ذَلِكَ العَذابِ النّازِلِ بِقَوْمِهِ، وأوْضَحَ هَذا المَعْنى في آياتٍ أُخَرَ كَما تَقَدَّمَ في هُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿قالُوا يالُوطُ إنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إلَيْكَ فَأسْرِ بِأهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ولا يَلْتَفِتْ مِنكم أحَدٌ إلّا امْرَأتَكَ﴾ الآيَةَ [هود: ٨١]
• وقَوْلِهِ في العَنْكَبُوتِ: ﴿وَقالُوا لا تَخَفْ ولا تَحْزَنْ إنّا مُنَجُّوكَ وأهْلَكَ إلّا امْرَأتَكَ﴾ الآيَةَ [العنكبوت: ٣٣]
• وقَوْلِهِ ﴿فَأنْجَيْناهُ وأهْلَهُ إلّا امْرَأتَهُ كانَتْ مِنَ الغابِرِينَ﴾ [الأعراف: ٨٣]
• وقَوْلِهِ: ﴿فَنَجَّيْناهُ وأهْلَهُ أجْمَعِينَ﴾ ﴿إلّا عَجُوزًا في الغابِرِينَ﴾ الآيَةَ [الشعراء: ١٧٠ - ١٧١]
• وقَوْلِهِ: ﴿فَأنْجَيْناهُ وأهْلَهُ إلّا امْرَأتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الغابِرِينَ﴾ [النمل: ٥٧]
إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.
وَما ذَكَرَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ مِنِ اسْتِثْناءِ امْرَأتِهِ مِن أهْلِهِ النّاجِينَ في قَوْلِهِ: ﴿إلّا امْرَأتَهُ قَدَّرْنا إنَّها لَمِنَ الغابِرِينَ﴾ أوْضَحَهُ في هَذِهِ الآياتِ الَّتِي ذَكَرْنا آنِفًا ونَحْوَها مِنَ الآياتِ، وبَيَّنَ في الذّارِياتِ أنَّهُ أنْجى مَن كانَ في قَوْمِ لُوطٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وأنَّهم لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مِنَ المُسْلِمِينَ إلّا بَيْتٌ واحِدٌ وهم آلُ لُوطٍ وذَلِكَ في قَوْلِهِ ﴿فَأخْرَجْنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ ﴿فَما وجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمِينَ﴾ [العنكبوت: ٣٥ - ٣٦] .
* تَنْبِيهٌ
فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ دَلِيلٌ واضِحٌ لِما حَقَّقَهُ عُلَماءُ الأُصُولِ مِن جَوازِ الِاسْتِثْناءِ مِنَ الِاسْتِثْناءِ؛ لِأنَّهُ تَعالى اسْتَثْنى آلَ لُوطٍ مِن إهْلاكِ المُجْرِمِينَ بِقَوْلِهِ: ﴿إلّا آلَ لُوطٍ إنّا لَمُنَجُّوهم أجْمَعِينَ﴾ [الحجر: ٥٩] ثُمَّ اسْتَثْنى مِن هَذا الِاسْتِثْناءِ امْرَأةَ لُوطٍ بِقَوْلِهِ: ﴿إلّا امْرَأتَهُ قَدَّرْنا إنَّها لَمِنَ الغابِرِينَ﴾ [الحجر: ٦٠] وبِهَذا تَعْلَمُ أنَّ قَوْلَ ابْنِ مالِكٍ في الخُلاصَةِ:
؎وَحُكْمُها في القَصْدِ حُكْمُ الأوَّلِ
لَيْسَ صَحِيحًا عَلى إطْلاقِهِ. وأوْضَحَ مَسْألَةَ تَعَدُّدِ الِاسْتِثْناءِ بِأقْسامِها صاحِبُ مَراقِي (p-٢٨٥)السُّعُودِ في مَبْحَثِ المُخَصَّصِ المُتَّصِلِ بِقَوْلِهِ:
؎وَذا تَعَدُّدٍ بِعَطْفٍ حَصَلَ ∗∗∗ بِالِاتِّفاقِ مُسْجَلًا لِلْأوَّلْ
؎إلّا فَكُلٌّ لِلَّذِي بِهِ اتَّصَلْ ∗∗∗ وكُلُّها مَعَ التَّساوِي قَدْ بَطَلْ
؎إنْ كانَ غَيْرُ الأوَّلِ المُسْتَغْرَقا ∗∗∗ فالكُلُّ لِلْمُخْرَجِ مِنهُ حُقِّقا
؎وَحَيْثُما اسْتَغْرَقَ الاوَّلَ فَقَطْ ∗∗∗ فَألْغِ واعْتَبِرْ بِخُلْفٍ في النَّمَطْ
{"ayah":"قَالُوۤا۟ إِنَّاۤ أُرۡسِلۡنَاۤ إِلَىٰ قَوۡمࣲ مُّجۡرِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











