الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإنّا لَنَحْنُ نُحْيِ ونُمِيتُ﴾ . بَيَّنَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّهُ هو الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ، وأوْضَحَ ذَلِكَ مِن آياتٍ كَثِيرَةٍ • كَقَوْلِهِ: ﴿إنّا نَحْنُ نُحْيِي ونُمِيتُ وإلَيْنا المَصِيرُ﴾ [ق: ٤٣] • وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ﴾ [البقرة: ٢٥٨] • وقَوْلِهِ ﴿لا إلَهَ إلّا هو يُحْيِي ويُمِيتُ رَبُّكم ورَبُّ آبائِكُمُ الأوَّلِينَ﴾ [الدخان: ٨] وبَيَّنَ في مَواضِعَ أُخَرَ أنَّهُ أحْياهم مَرَّتَيْنِ وأماتَهم مَرَّتَيْنِ • كَقَوْلِهِ: ﴿قالُوا رَبَّنا أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ﴾ [غافر: ١١] • وقَوْلِهِ ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وكُنْتُمْ أمْواتًا فَأحْياكم ثُمَّ يُمِيتُكم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ الآيَةَ [البقرة: ٢٨] والإماتَةُ الأُولى هي كَوْنُهم نُطَفًا وعَلَقًا ومُضَغًا، والإماتَةُ الثّانِيَةُ هي مَوْتُهم عِنْدَ انْقِضاءِ آجالِهِمْ في الدُّنْيا، والإحْياءَةُ الأُولى نَفْخُ الرُّوحِ فِيهِمْ وإخْراجُهم أحْياءً مِن بُطُونِ أُمَّهاتِهِمْ، والإحْياءَةُ الثّانِيَةُ بَعْثُهم مِن قُبُورِهِمْ أحْياءً يَوْمَ القِيامَةِ، وسَيَأْتِي لَهُ إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى زِيادَةُ إيضاحٍ. * * * (p-٢٧٤)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَنَحْنُ الوارِثُونَ﴾ . بَيَّنَ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّهُ الوارِثُ، ولَمْ يُبَيِّنِ الشَّيْءَ الَّذِي يَرِثُهُ، وبَيَّنَ في مَواضِعَ أُخَرَ أنَّهُ يَرِثُ الأرْضَ ومَن عَلَيْها كَقَوْلِهِ: ﴿إنّا نَحْنُ نَرِثُ الأرْضَ ومَن عَلَيْها وإلَيْنا يُرْجَعُونَ﴾ [مريم: ٤٠] وقَوْلِهِ: ﴿وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ ويَأْتِينا فَرْدًا﴾ [مريم: ٨٠] ومَعْنى ما يَقُولُ: أيْ نَرِثُهُ الَّذِي يَقُولُ إنَّهُ يُؤْتاهُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنَ المالِ والوَلَدِ، كَما ذَكَرَهُ اللَّهُ عَنْهُ في قَوْلِهِ: ﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا ووَلَدًا﴾ [مريم: ٧٧] ومَعْنى كَوْنِهِ يَرِثُ الأرْضَ ومَن عَلَيْها أنَّهُ يَبْقى بَعْدَ فَناءِ خَلْقِهِ مُتَّصِفًا بِصِفاتِ الكَمالِ والجَلالِ يَفْعَلُ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب