الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هَذا بَلاغٌ لِلنّاسِ﴾ . بَيَّنَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّ هَذا القُرْآنَ بَلاغٌ لِجَمِيعِ النّاسِ، وأوْضَحَ هَذا المَعْنى في قَوْلِهِ: ﴿وَأُوحِيَ إلَيَّ هَذا القُرْآنُ لِأُنْذِرَكم بِهِ ومَن بَلَغَ﴾ [الأنعام: ١٩] وبَيَّنَ أنَّ مَن بَلَغَهُ ولَمْ يُؤْمِن بِهِ فَهو في النّارِ كائِنًا مَن كانَ، في قَوْلِهِ: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزابِ فالنّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ في مِرْيَةٍ مِنهُ﴾ الآيَةَ [هود: ١٧] . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلِيَعْلَمُوا أنَّما هو إلَهٌ واحِدٌ ولِيَذَّكَّرَ أُولُو الألْبابِ﴾ . بَيَّنَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّ مِن حِكَمِ إنْزالِ القُرْآنِ العَظِيمِ العِلْمَ بِأنَّهُ تَعالى إلَهٌ واحِدٌ، وأنَّ مِن حِكَمِهِ أنْ يَتَّعِظَ أصْحابُ العُقُولِ، وبَيَّنَ هَذا في مَواضِعَ أُخَرَ فَذَكَرَ الحِكْمَةَ الأُولى في أوَّلِ سُورَةِ هُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ ﴿ألّا تَعْبُدُوا إلّا اللَّهَ﴾ [هود: ١، ٢] كَما تَقَدَّمَ إيضاحُهُ، وذَكَرَ الحِكْمَةَ الثّانِيَةَ في قَوْلِهِ: ﴿كِتابٌ أنْزَلْناهُ إلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ولِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبابِ﴾ [ص: ٢٩] (p-٢٥١)وَهم أصْحابُ العُقُولِ السَّلِيمَةِ مِن شَوائِبِ الِاخْتِلالِ، واحِدُ الألْبابِ لُبٌّ بِالضَّمِّ، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب