الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَما أرْسَلْنا مِن رَسُولٍ إلّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ﴾ . بَيَّنَ اللَّهُ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ أنَّهُ لَمْ يُرْسِلْ رَسُولًا إلّا بِلُغَةِ قَوْمِهِ؛ لِأنَّهُ لَمْ يُرْسِلْ رَسُولًا إلّا إلى قَوْمِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ، ولَكِنَّهُ بَيَّنَ في مَواضِعَ أُخَرَ أنَّ نَبِيَّنا ﷺ أُرْسِلَ إلى جَمِيعِ الخَلائِقِ دُونَ اخْتِصاصٍ بِقَوْمِهِ ولا بِغَيْرِهِمْ، • كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿قُلْ ياأيُّها النّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكم جَمِيعًا﴾ [الأعراف: ١٥٨]، • وقَوْلِهِ: ﴿تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١]، • وقَوْلِهِ: ﴿وَما أرْسَلْناكَ إلّا كافَّةً لِلنّاسِ﴾ الآيَةَ [سبإ: ٢٨] إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ الدّالَّةِ عَلى عُمُومِ رِسالَتِهِ لِأهْلِ كُلِّ لِسانٍ، فَهو ﷺ يَجِبُ عَلَيْهِ إبْلاغُ أهْلِ كُلِّ لِسانٍ، وقَدْ قَدَّمْنا في سُورَةِ البَقَرَةِ قَوْلَ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: ”إنَّ اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا ﷺ عَلى الأنْبِياءِ وعَلى أهْلِ السَّماءِ، فَقالُوا: بِمَ يا ابْنَ عَبّاسٍ فَضَّلَهُ عَلى أهْلِ السَّماءِ ؟ فَقالَ: إنَّ اللَّهَ تَعالى قالَ: ﴿وَمَن يَقُلْ مِنهم إنِّي إلَهٌ مِن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٢٩]، وقالَ لِمُحَمَّدٍ ﷺ: ﴿إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ﴾ (p-٢٤٢)[الفتح: ١، ٢] قالُوا: فَما فَضْلُهُ عَلى الأنْبِياءِ ؟ قالَ: قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿وَما أرْسَلْنا مِن رَسُولٍ إلّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [النساء: ١٤]، وقالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لِمُحَمَّدٍ ﷺ: ﴿وَما أرْسَلْناكَ إلّا كافَّةً لِلنّاسِ﴾ [سبإ: ٢٨]، فَأرْسَلَهُ إلى الجِنِّ والإنْسِ“، ذَكَرَهُ أبُو مُحَمَّدٍ الدّارِمِيُّ في ”مُسْنَدِهِ“ كَما تَقَدَّمَ وهو تَفْسِيرٌ مِنِ ابْنِ عَبّاسٍ لِلْآيَةِ بِما ذَكَرْنا، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب