الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿مِن شَرِّ الوَسْواسِ الخَنّاسِ﴾. كِلاهُما صِيغَةُ مُبالَغَةٍ مِنَ الوَسْوَسَةِ والخَنْسِ، بِسُكُونِ النُّونِ. وَتَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعالى عَلَيْنا وعَلَيْهِ بَيانُ مَعْنى الوَسْوَسَةِ والوَسْواسِ لُغَةً وشَرْعًا، أيِ المُرادُ عِنْدَ كَلامِهِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ ياآدَمُ هَلْ أدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلْدِ﴾ الآيَةَ [طه: ١٢٠] . وَبَيَّنَ مُشْتَقّاتِهِما وأصْلَ اشْتِقاقِهِما، وهو يَدُورُ عَلى أنَّ الوَسْوَسَةَ: الحَدِيثُ الخَفِيُّ. والخَنْسَ: التَّأخُّرُ، كَما تَكَلَّمَ عَلى ذَلِكَ في دَفْعِ إيهامِ الِاضْطِرابِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ المَعْنَيانِ المُتَنافِيانِ. لِأنَّ الوَسْواسَ: كَثِيرُ الوَسْوَسَةِ، لِيُضِلَّ بِها النّاسَ. والخَنّاسُ: كَثِيرُ التَّأخُّرِ والرُّجُوعِ عَنْ إضْلالِ النّاسِ. والجَوابُ أنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالًا، فَهو يُوَسْوِسُ عِنْدَ غَفْلَةِ العَبْدِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ، خانِسٌ عِنْدَ ذِكْرِ العَبْدِ رَبَّهُ تَعالى، كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَمَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهو لَهُ قَرِينٌ﴾ [الزخرف: ٣٦]، إلى آخِرِهِ. ا هـ. ⁕ ⁕ ⁕ * قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): (p-٤٦٨)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ النّاسِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿مِن شَرِّ الوَسْواسِ الخَنّاسِ﴾ . لا يَخْفى ما بَيْنَ هَذَيْنِ الوَصْفَيْنِ اللَّذَيْنِ وُصِفَ بِهِما هَذا اللَّعِينُ الخَبِيثُ مِنَ التَّنافِي، لِأنَّ الوَسْواسَ كَثِيرُ الوَسْوَسَةِ لِيُضِلَّ بِها النّاسَ، والخَنّاسَ كَثِيرُ التَّأخُّرِ والرُّجُوعِ عَنْ إضْلالِ النّاسِ. والجَوابُ أنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالًا، فَهو وسْواسٌ عِنْدَ غَفْلَةِ العَبْدِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ، خَنّاسٌ عِنْدَ ذِكْرِ العَبْدِ رَبَّهُ تَعالى، كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَمَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهو لَهُ قَرِينٌ﴾ الآيَةَ [الزخرف: ٣٦] . وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلى الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الآيَةَ [النحل: ٩٩] . وَقَدْ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعالى ما أرَدْنا جَمْعَهُ بِمَدِينَةِ النَّبِيِّ ﷺ، ونَرْجُو اللَّهَ تَعالى أنْ يُوَفِّقَنا وإخْوانَنا المُسْلِمِينَ في الأقْوالِ والأفْعالِ وأنْ يَجْعَلَ سَعْيَنا خالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، آمِينَ. وَصَلّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب