الباحث القرآني

(p-١٥٧)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي ولَكم عَمَلُكم أنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمّا أعْمَلُ وأنا بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ﴾ . أمَرَ اللَّهُ تَعالى نَبِيَّهُ ﷺ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، أنْ يُظْهِرَ البَراءَةَ مِن أعْمالِ الكُفّارِ القَبِيحَةِ إنْكارًا لَها، وإظْهارًا لِوُجُوبِ التَّباعُدِ عَنْها، وبَيَّنَ هَذا المَعْنى في قَوْلِهِ: ﴿قُلْ ياأيُّها الكافِرُونَ﴾ [الكافرون: ١]، إلى قَوْلِهِ: ﴿وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون: ٦]، ونَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُ إبْراهِيمَ الخَلِيلِ وأتْباعِهِ لِقَوْمِهِ: ﴿إنّا بُرَآءُ مِنكم ومِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ \ الآيَةَ [الممتحنة: ٤] ٣٠ . وَبَيَّنَ تَعالى في مَوْضِعٍ آخَرَ أنَّ اعْتِزالَ الكُفّارِ، والأوْثانِ، والبَراءَةَ مِنهم مِن فَوائِدِهِ تَفَضُّلُ اللَّهِ تَعالى بِالذُّرِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ الصّالِحَةِ، وهو قَوْلُهُ في ”مَرْيَمَ“: ﴿فَلَمّا اعْتَزَلَهم وما يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وهَبْنا لَهُ إسْحاقَ ويَعْقُوبَ﴾ [ ٤٩ ]، إلى قَوْلِهِ: عَلِيًّا [مريم: ٥٠] . وَقالَ ابْنُ زَيْدٍ، وغَيْرُهُ: إنَّ آيَةَ: ﴿وَإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي﴾ الآيَةَ [يونس: ٤١]، مَنسُوخَةٌ بِآياتِ السَّيْفِ. والظّاهِرُ أنَّ مَعْناها مُحْكَمٌ؛ لِأنَّ البَراءَةَ إلى اللَّهِ مِن عَمَلِ السُّوءِ لا شَكَّ في بَقاءِ مَشْرُوعِيَّتِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب