الباحث القرآني

﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى﴾ لِما أنَّها باقِيَةٌ صافِيَةٌ عَنِ الشَّوائِبِ عَلى الإطْلاقِ، وهَذِهِ فانِيَةٌ مَشُوبَةٌ بِالمَضارِّ، وما أُوتِيَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن شَرَفِ النُّبُوَّةِ وإنْ كانَ مِمّا لا يُعادِلُهُ شَرَفٌ ولاَ يُدانِيهِ فَضْلٌ (p-170) لَكِنَّهُ لا يَخْلُو في الدُّنْيا مِن بَعْضِ العَوارِضِ الفادِحَةِ في تَمْشِيَةِ الأحْكامِ، مَعَ أنَّهُ عِنْدَما أعَدَّ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في الآخِرَةِ مِنَ السَّبْقِ والتَّقَدُّمِ عَلى كافَّةِ الأنْبِياءِ والرُّسُلِ يَوْمَ الجَمْعِ، يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ، وكَوْنُ أُمَّتِهِ شُهَداءَ عَلى سائِرِ الأُمَمِ ورَفْعُ دَرَجاتِ المُؤْمِنِينَ وإعْلاءُ مَراتِبِهِمْ بِشَفاعَتِهِ، وغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الكَراماتِ السَّنِيَّةِ الَّتِي لا تُحِيطُ بِها العِبارَةُ، بِمَنزِلَةِ بَعْضِ المَبادِي بِالنِّسْبَةِ إلى المَطالِبِ، وقِيلَ: المُرادُ بِالآخِرَةِ: عاقِبَةُ أمْرِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أيْ: لَنِهايَةُ أمْرِكَ خَيْرٌ مِن بِدايَتِهِ، لا تَزالُ تَتَزايَدُ قُوَّةً وتَتَصاعَدُ رِفْعَةً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب