الباحث القرآني

﴿وَلَئِنْ سَألْتَهُمْ﴾ عَمّا قالُوا ﴿لَيَقُولُنَّ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ رُوِيَ «أنَّهُ ﷺ كانَ يَسِيرُ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْبٌ مِنَ المُنافِقِينَ، يَسْتَهْزِئُونَ بِالقرآن وبِالرَّسُولِ ﷺ ويَقُولُونَ: انْظُرُوا إلى هَذا الرَّجُلِ يُرِيدُ أنْ يَفْتَتِحَ حُصُونَ الشّامِ وقُصُورَها، هَيْهاتَ هَيْهاتَ، فَأطْلَعَ اللَّهُ تَعالى نَبِيَّهُ عَلى ذَلِكَ، فَقالَ: «احْبِسُوا عَلَيَّ الرَّكْبَ، فَأتاهُمْ، فَقالَ: قُلْتُمْ كَذا وكَذا، فَقالُوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ: لا واللَّهِ ما كُنّا في شَيْءٍ مِن أمْرِكَ ولا مِن أمْرِ أصْحابِكَ، ولَكِنْ كُنّا في شَيْءٍ مِمّا يَخُوضُ فِيهِ الرَّكْبُ لِيُقَصِّرَ بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ السَّفَرَ».» ﴿قُلْ﴾ غَيْرَ مُلْتَفِتٍ إلى اعْتِذارِهِمْ، ناعِيًا (p-80)عَلَيْهِمْ جِناياتِهِمْ، مُنَزِّلًا لَهم مَنزِلَةَ المُعْتَرِفِ بِوُقُوعِ الِاسْتِهْزاءِ، مُوَبِّخًا لَهم عَلى أخْطائِهِمْ مَوْقِعَ الِاسْتِهْزاءِ: ﴿أبِاللَّهِ وآياتِهِ ورَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ حَيْثُ عَقَّبَ حَرْفَ التَّقْرِيرِ بِالمُسْتَهْزَأِ بِهِ، ولا يَسْتَقِيمُ ذَلِكَ إلّا بَعْدَ تَحَقُّقِ الِاسْتِهْزاءِ وثُبُوتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب