﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكم مِنَ الكُفّارِ﴾ أُمِرُوا بِقِتالِ الأقْرَبِ مِنهم فالأقْرَبِ، كَما أُمِرَ ﷺ أوَّلًا بِإنْذارِ عَشِيرَتِهِ، فَإنَّ الأقْرَبَ أحَقُّ بِالشَّفَقَةِ والِاسْتِصْلاحِ، قِيلَ: هُمُ اليَهُودُ حَوالَيِ المَدِينَةِ كَبَنِي قُرَيْظَةَ، والنَّضِيرِ، وخَيْبَرَ، وقِيلَ: الرُّومُ فَإنَّهم كانُوا يَسْكُنُونَ الشّامَ وهو قَرِيبٌ مِنَ المَدِينَةِ بِالنِّسْبَةِ إلى العِراقِ وغَيْرِهِ.
﴿وَلْيَجِدُوا فِيكم غِلْظَةً﴾ أيْ: شِدَّةً وصَبْرًا عَلى القِتالِ، وقُرِئَ بِفَتْحِ الغَيْنِ كَسَخْطَةٍ وبِضَمِّها وهُما لُغَتانِ فِيها ﴿واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ﴾ بِالعِصْمَةِ والنُّصْرَةِ، والمُرادُ بِهِمْ إمّا المُخاطَبُونَ - ووَضْعُ الظّاهِرِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ لِلتَّنْصِيصِ عَلى أنَّ الإيمانَ والقِتالَ عَلى الوَجْهِ المَذْكُورِ مِن بابِ التَّقْوى والشَّهادَةِ بِكَوْنِهِمْ مِن زُمْرَةِ المُتَّقِينَ - وإمّا الجِنْسُ، وهم داخِلُونَ فِيهِ دُخُولًا أوَّلِيًّا، والمُرادُ بِالمَعِيَّةِ الوِلايَةُ الدّائِمَةُ، وقَدْ ذُكِرَ وجْهُ دُخُولِ مَعَ عَلى المَتْبُوعِ في قَوْلِهِ تَعالى: "إنَّ اللَّهَ مَعَنا" .
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَـٰتِلُوا۟ ٱلَّذِینَ یَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡیَجِدُوا۟ فِیكُمۡ غِلۡظَةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ"}