الباحث القرآني
﴿والَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا﴾ عَطْفٌ عَلى ما سَبَقَ، أيْ: ومِنهُمُ الَّذِينَ، أوْ نَصْبٌ عَلى الذَّمِّ، وقُرِئَ بِغَيْرِ واوٍ؛ لِأنَّها قِصَّةٌ عَلى حِيالِها.
﴿ضِرارًا﴾ أيْ: مُضارَّةً لِلْمُؤْمِنِينَ، وانْتِصابُهُ عَلى أنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ، أوْ مَفْعُولٌ ثانٍ لِـ"اتَّخَذُوا"، أوْ عَلى أنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ مَنصُوبٍ عَلى الحالِيَّةِ، أيْ: يُضارُّونَ بِذَلِكَ ضِرارًا، أوْ عَلى أنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنى الفاعِلِ وقَعَ حالًا مِن ضَمِيرِ "اتَّخَذُوا"، أيْ: مُضارِّينَ (p-102)لِلْمُؤْمِنِينَ.
رُوِيَ أنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لَمّا بَنَوْا مَسْجِدَ قُباءٍ بَعَثُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنْ يَأْتِيَهُمْ، فَيُصَلِّيَ بِهِمْ في مَسْجِدِهِمْ فَلَمّا فَعَلَهُ ﷺ حَسَدَتْهم إخْوَتُهم بَنُو غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ، وقالُوا: نَبْنِي مَسْجِدًا ونُرْسِلُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي فِيهِ، ويُصَلِّي فِيهِ أبُو عامِرٍ الرّاهِبُ أيْضًا، إذا قَدِمَ مِنَ الشّامِ، وهو الَّذِي سَمّاهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الفاسِقَ، وقَدْ كانَ قالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ: لا أجِدُ قَوْمًا يُقاتِلُونَكَ إلّا قاتَلْتُكَ مَعَهُمْ، فَلَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إلى يَوْمِ حُنَيْنٍ، فَلَمّا انْهَزَمَتْ هَوازِنُ يَوْمَئِذٍ ولّى هارِبًا إلى الشّامِ وأرْسَلَ إلى المُنافِقِينَ: أنِ اسْتَعِدُّوا بِما اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وسِلاحٍ فَإنِّي ذاهِبٌ إلى قَيْصَرَ وآتٍ بِجُنُودٍ، ومُخْرِجٌ مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ مِنَ المَدِينَةِ، فَبَنَوْا مَسْجِدًا إلى جَنْبِ مَسْجِدِ قُباءٍ، وقالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ: بَنَيْنا مَسْجِدًا لِذِي العِلَّةِ والحاجَةِ واللَّيْلَةِ المَطِيرَةِ والشّاتِيَةِ، ونَحْنُ نُحِبُّ أنْ تُصَلِّيَ لَنا فِيهِ وتَدْعُوَ لَنا بِالبَرَكَةِ، فَقالَ ﷺ: ﴿إنِّي عَلى جَناحِ سَفَرٍ وحالِ شُغُلٍ، وإذا قَدِمْنا إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى صَلَّيْنا فِيهِ﴾ فَلَمّا قَفَلَ ﷺ مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ سَألُوهُ إتْيانَ المَسْجِدِ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ، فَدَعا بِمالِكِ بْنِ الدُّخْشَمِ، ومَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ، وعامِرِ بْنِ السَّكَنِ، ووَحْشِيٍّ، فَقالَ لَهُمُ: "انْطَلِقُوا إلى هَذا المَسْجِدِ الظّالِمِ أهْلُهُ فاهْدِمُوهُ وأحْرِقُوهُ"، فَفَعَلُوا، وأمَرَ أنْ يُتَّخَذَ مَكانَهُ كُناسَةٌ تُلْقى فِيها الجِيَفُ والقُمامَةُ، وهَلَكَ أبُو عامِرٍ الفاسِقُ بِالشّامِ بِقِنَّسْرِينَ ﴿وَكُفْرًا﴾ تَقْوِيَةً لِلْكُفْرِ الَّذِي يُضْمِرُونَهُ ﴿وَتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ﴾ الَّذِينَ كانُوا يُصَلُّونَ في مَسْجِدِ قُباءٍ مُجْتَمِعِينَ فَيَغَصُّ بِهِمْ فَأرادُوا أنْ يَتَفَرَّقُوا وتَخْتَلِفَ كَلِمَتُهم ﴿وَإرْصادًا﴾ إعْدادًا وانْتِظارًا وتَرَقُّبًا ﴿لِمَن حارَبَ اللَّهَ ورَسُولَهُ﴾ وهو الرّاهِبُ الفاسِقُ، أيْ: لِأجْلِهِ حَتّى يَجِيءَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ ويَظْهَرَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ﴿مِن قَبْلُ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِـ"اتَّخَذُوا"، أيِ: اتَّخَذُوهُ مِن قَبْلُ أنْ يُنافِقُوا بِالتَّخَلُّفِ، حَيْثُ كانُوا بَنَوْهُ قَبْلَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أوْ بِـ(حارَبَ) أيْ: حارَبَهُما قَبْلَ اتِّخاذِ هَذا المَسْجِدِ.
﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أرَدْنا﴾ أيْ: ما أرَدْنا بِبِناءِ هَذا المَسْجِدِ ﴿إلا الحُسْنى﴾ إلّا الخَصْلَةَ الحُسْنى، وهي الصَّلاةُ وذِكْرُ اللَّهِ والتَّوْسِعَةُ عَلى المُصَلِّينَ، أوْ إلّا الإرادَةَ الحُسْنى ﴿واللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهم لَكاذِبُونَ﴾ في حَلِفِهِمْ ذَلِكَ.
{"ayah":"وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِیقَۢا بَیۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَیَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق