الباحث القرآني

﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى﴾ عَطْفٌ عَلى "نُقْرِئُكَ" كَما يُنْبِئُ عَنْهُ الألْتِفاتُ إلى الحِكايَةِ وما بَيْنَهُما اعْتِراضٌ وارِدٌ لِما ذُكِرَ مِنَ التَّعْلِيلِ وتَعْلِيقُ التَّيْسِيرِ بِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَعَ أنَّ الشّائِعَ تَعْلِيقُهُ بِالأُمُورِ المُسَخَّرَةِ لِلْفاعِلِ، كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَيَسِّرْ لِي أمْرِي﴾ لِلْإيذانِ بِقُوَّةِ تَمْكِينِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِنَ اليُسْرى والتَّصَرُّفِ فِيها بِحَيْثُ صارَ ذَلِكَ مَلَكَةً راسِخَةً لَهُ، كَأنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ جُبِلَ عَلَيْها كَما في قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ﴿اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ﴾ أيْ: نُوَفِّقُكَ تَوْفِيقًا مُسْتَمِرًّا لِلطَّرِيقَةِ اليُسْرى في كُلِّ بابٍ مِن أبْوابِ الدِّينِ عِلْمًا وتَعْلِيمًا واهْتِداءً وهِدايَةً فَيَنْدَرِجُ فِيهِ تَيْسِيرُ طَرِيقِ تَلَقِّي الوَحْيِ والإحاطَةِ بِما فِيهِ مِن أحْكامِ الشَّرِيعَةِ السَّمْحَةِ والنَّوامِيسِ الإلَهِيَّةِ مِمّا يَتَعَلَّقُ بِتَكْمِيلِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وتَكْمِيلِ غَيْرِهِ كَما تُفْصِحُ عَنْهُ الفاءُ في قَوْلِهِ تَعالى: *
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب